- السينما في تقدم أما التليفزيون ففي تراجع..!!
- أعشق فن عبد المنعم إبراهيم وأتمنى إعادة كل أدواره..
- على الفنان أن يكون لديه رقيب داخلي يمنعه من الخطأ..
- جذب المتفرجين بالمشاهد الجنسية أسلوب رخيص وليس فن وتلك الأعمال عمرها قصير..!!
يتميز الفنان محمود الجندي بأنه واحد من الفنانين القلائل الذين لا يبحثون عن مجد النجم الأول أو ادوار البطولة المطلقة ومع ذلك فنحن دوما ما نتذكر أعماله ومشاهده ونحفظها جيدا ولو كانت قليلة في أي عمل .. فقط لأنه يجيد اختيار العمل الذي يبقى لدى المشاهد التأثير الكافي لهذا ..
ومؤخراً عاد الفنان محمود الجندي لخشبة المسرح في دور من روائع الأدوار المسرحية التي يعشقها هو لأنها من تراث المسرح ونعشقها نحن أيضا لأنها لكاتب مبدع أثرى المسرح بالعديد من مسرحياته المميزة وهو الكاتب الراحل الفريد فرج ..
ويقدم الجندي حاليا على خشية مسرح السلام بالقاهرة دور قفة في مسرحية سي على وتابعه قفة وفي هذا الحوار فتح محمود الجندي قلبه لنا ليتحدث عن ذكرياته الفنية وأحدث أعماله ودوره في المسرحية ..
**ماذا عن دورك في مسرحية سي علي وتابعه قفة ..؟؟
أعتقد أن الجميع يعلم ما هو مسرح الفريد فرج وبالتحديد الأدوار التي قام بها الفنان عبد المنعم إبراهيم الذي أنا واحد من عشاق فنه فأنا أحببت تلك الأدوار من خلاله وكنت بعشق أداؤه وأدواره وكنت أرى كل مسرحياته وأنا طالب في معهد السينما والتي معظمها من مؤلفات الفريد فرج ولذلك لما بتيجى فرصة لأي رواية تعاد من تراث الفريد فرج ومن أدوار عبد المنعم إبراهيم تحديداً فانا لا أتردد في قبولها وبجري وراها وهذا عشق قديم لفن عبد المنعم إبراهيم .. وأنا أقوم بتجسيد دور قفة وهو اسكافي فقير يتسول حاجته من أمير يظن انه غنى إلا انه يتضح انه معدم ولا يملك إلا الأحلام فيهاجر معه إلى مدينة أخرى ويكذبون على أهلها بالأحلام حتى يعمها الرخاء ثم ينكشف أمر الأمير وزيف ادعائه بسبب قفة لكن قفة يساعده مرة أخرى على الهرب من قبضتهم ..
** وكيف استعديت لشخصية قفة .. وما الذي أثارك فيها..؟؟شخصية قفة دي من تراثنا وهى من الأدوار التي كنت أتمنى أن أقدمها أصلا والتي قدمها الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم أيضا.. وأنا كما ذكرت لك من عشاق الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم واحفظ كل أدواره وأحب إعادتها كلها لذلك يمكنك اعتباري من سعيت لهذا الدور..
** نعلم أن بينك وبين الجمهور حميمية خاصة جدا تجعلك قادرا على الخروج عن النص بشكل يثير إعجاب كل الناس فحدثنا عن هذا وكيف تفعل مثل هذه الحالة .. وما رأيك في الخروج عن النص بشكل عام..؟؟
والله دي حاجة فطرية فعلاقة الممثل بالجمهور علاقة تدريبية تبدأ من أول عشقه لفن المسرح وحتى وقوفه أمام الجمهور وهذا ما يخلق حالة المسرح ويخلق كيفية أن تقيم علاقة بينك وبين المتلقي وبالتالي إذا لم يكن أنت بداخلك رقيب داخلي منتبه فممكن تقع في مطبات كتير وتغلط لكن يقظة الرقيب الداخلي ده جزء كبير من ثقافة وإدراك الفنان وبالتالي ببقى حريص على أن يكون رقيبي الداخلي صاحي طول الوقت وأنى مغلطش .. أما لو دورت عن الخروج عن النص في حد ذاته فهو في رأيي ميزة وليس عيب لكن الخروج عن الأدب هو ده الغلط والمرفوض ..
فالخروج عن النص مطلوب لآن المتفرج يجب أن يشعر كل يوم أنك أول مرة تقول هذا الكلام .. وهذا ميزة الخروج عن النص ..
** لكن ليس كل فنان يملك قدرة الخروج عن النص ..؟؟أيوه ده صحيح وهذا راجع لغياب الضمير أو الرقيب الداخلي .. فالممثل الذي لا يملك هذا الرقيب لا يستطيع الخروج عن النص ولابد أن يقع في الخطأ .. لكن يقظة الرقيب الداخلي هي ما تجعل الممثل في حماية .. والرقيب الداخلي هذا مبنى على ثقافته الجيدة وإدراكه الجيد ..
**ماذا عن الدور الثاني ولماذا أنت دوما فيه وهل لم تتطلع للدور الأول..؟؟
أنا منذ بدأت تمثيل لم أفكر يوما في الأدوار ذات المساحة الكبيرة فأنا أفكر في البطولة من خلال الإنجاز فالبطل هو الذي ينجز الشيء الذي يكلف به جيداً .. فيصير له طعم فمثلا الناس تفتكر أثناء الحرب عبد العاطي صائد الدبابات لكن ما يفتكروش من هو وزير الحربية لذلك فأنا ابحث في أدواري عن التأثير .. من الذي يؤثر أكثر فمثلا في السينما ستراني في معظم الأفلام الأخيرة بعمل مشهد أو مشهدين في الفيلم ولا ابحث ولن ابحث عن بطولة أو دور أول لأني ما بحبش فكرة التنافس على بطولة والدور الأول وعمري ما حطيت الكلام ده في دماغي ..
**هل ترى أن السينما في تقدم ام تتأخر ام كيف تراها ..؟؟اعتقادي أن السينما في تقدم .. أما التليفزيون فأراه يتراجع فإذا نظرت للموسم القادم ستجد هناك ست أو سبع أفلام بشكل مختلف عن الاراجوزات والضحك وتحريك العضلات والجسم والكلام ده .. فحقا هناك سينما جديدة في الفترة القادمة واعتقد أيضا أن السينما في الفترة القادمة ستتطور بما يجعلها تعيد تاريخ مجد السينما المصرية في الستينات ..
**وما رأيك في اعتماد الكثير من الأفلام حاليا على المشاهد الجنسية أو التي تحمل إيحاء جنسي وهل ترى تلك المشاهد ضرورية لنجاح الفيلم..؟؟
لا ليس كل الأفلام هكذا الآن وهو البعض فقط وأنا بعتبر الاعتماد على المشاهد الجنسية الفجة عجز في فن وإبداع السينمائي الذي يقدم هذا النوع من الأعمال لآن أي واحدة ماشية في الشارع لو عرت كتفها أو صدرها فالناس ها تجرى علشان تتفرج عليها وهذا ليس فن .. فهو فقط أمر سهل جدا في الجذب الجماهيري للعمل لكنه ليس الفن .. فالفن اختيار وذوق فانا بختار من الواقع ومن الطبيعة أحلى ما فيها كموضوع وكشكل وكصورة وبالتالي أنا اختياري إذا كنت بختار شيء ملفت للنظر قوى يبقى أنا لم انظر للأعماق وجذب المتفرج بالشكل الرخيص ده عمره قصير وبيموت على طول..!!
** وماذا عن فكرة حجاب الفنانات خاصة فكرة أن تتحجب فنانة وتقدم برامج دينية ثم تعود فتخلع الحجاب وتعود لما كانت عليه من قبل..؟؟
أعتقد دول ما عندهمش ثبات بس كده..!!
فهذا ليس في صالحهم أو صالح الفن فالشخص المذبذب لا بيخدم نفسه ولا بيخدم الفكرة التي يتناولها..
**كيف يقضى الفنان محمود الجندي وقته بعيدا عن التمثيل ..؟؟
في البيت .. وأنا لا يوجد عندي أي شيء يشغلني غير البيت أو الشغل ..
**ما الأعمال التي شاركت فيها ولم ترضى عنها ..؟؟
لن أستطيع أن اذكر أسمائهم لكنى أستطيع أن أقول أنها الأعمال التي قدمتها أيام سينما المقاولات في بداية الثمانينات وهذه كانت مرحلة بها بطالة فنية فالناس قاعدة والسينما مضروبة ومفيش شغل والتليفزيون إنتاجه ضعيف فبالتالي كان في ناس بتيجى تتحايل عليك علشان تقبل دور ما لأنك لو قبلته ناس كتير ها تشتغل على حسه وأنا في نفس الوقت كنت بستفيد لكن أنا ما عملتش موضوع اندم عليه لكنى اشتركت في أعمال قليلة التكلفة والشكل الفني ..ودي الأعمال اللي أنا مضايق من نفسي بسببها وما أحبش أكررها تانى ..

** ما رأيك في الوجوه الجديدة الموجودة حاليا في السينما ..؟؟كل جيل بيعبر عنه الناس بتوعه فنجوم هذا الجيل بيعبروا عن هذا الجيل فصعب تقول هما وحشيين أو كويسين فهؤلاء هم أصحاب هذا الجيل وأنا صعب أقول رأيي في أذواق الناس فإسماعيل ياسين كان ابن جيله ومناسب له وهكذا كل جيل له اللي يعبر عنه ..
** ومن الذي يلفت نظرك أكثر منهم ..؟؟لا أنا بحب كل أبناء الجيل الجديد لان كل جيل جديد بيعبر عن حاجة جديدة أنا ما عشتهاش ..
** ما الشخصية التي تحلم بتقديمها ولم تفعل حتى الآن ..؟؟أتمنى واحلم بتجسيد شخصية الصحابي الجليل مصعب بن عمير ..
وهناك شخصية أخري لا اتذكر اسمها جيد وتقريبا اسمه (......) ابن الأسدي الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسله إلى الغساسنة برسالة وقتلوه عندما وصل إليهم وبسببه قامت غزوة مؤته والحقيقة أن هذا الدور تحديدا احلم به وأتمناه أكثر لأن هذا الموضوع نفسه يشغلني لأنه إذا نظرت لفكرة أن تقوم غزوة كاملة من أجل فرد واحد مسلم وقتل غدراً فهذا أمر رائع نفتقده اليوم فنحن نري ما يحدث في غزة وفلسطين وهناك دول تباد في ظل صمت مشين من العالم كله ولا احد يتحرك وهذا يزيد من أهمية هذا الموضوع لدي ويشغلني بالفعل إمكانية تحقيق هذا الحلم منذ فترة وأتمنى أن أقدمه في عمل درامي جيد ومخدوم ليلفت نظر الناس ويذكرهم إحنا كنا إيه زمان .. !!
** وما هي أحلامك الفنية الأخرى بعيد عن هذه الأدوار ..؟؟والله الفنان طول ما هو عايش وفيه نفس بتبقى دايما أحلامه ما بتنتهيش وبالتأكيد لازالت املك طموحات وأحلام كثيرة .. يصعب حصرها.. لكنى أعدك واعد كل الجمهور ببذل الجهد قدر الاستطاعة لتحقيقها
** إذن هذا ينفي نية الاعتزال مثلما حدث وقيل عنك منذ فترة بسبب ما سمي التزامك الديني ..؟؟
لا هذا غير صحيح وهو مفهوم خاطئ وأنا أرى الفن رسالة زيه زى الدين بالضبط مع الاحتفاظ بفرق المقام للدين..
** ما هو الجديد لك في السينما والتليفزيون في 2009 ..؟؟والله هناك أكثر من فيلم الأول عصافير النيل وهو عن قصة إبراهيم أصلان وإخراج مجدي احمد علي ومن بطولة فتحي عبد الوهاب ودلال عبد العزيز وعبير صبري وقد انتهينا من تصوير نصف الفيلم تقريبا..
الثاني فيلم الفرح ... من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز .. وهو مع نفس مجموعة كباريه لكنه موضوع آخر تماماً وليس كما يشاع انه الجزء الثاني منه والثالث فيلم قاطع شحن مع مخرج جديد اسمه سيد عيسوي وموضوع جديد ولطيف مع مجموعة وجوه جديدة
أما في التليفزيون فهناك مسلسل واحد فقط اتفقت عليه منذ فترة وجيزة اسمه أولاد الحلال وهو من اخراج الأستاذ حسن عمارة وها نبدأ تصوير فيه أول فبراير .. ولم يحدد باقي الأبطال بعد ..
أجرى الحوار / ماجد إبراهيم – مرام سعيد
التسميات: حوارات فنية