قلم / إيناس حليم

الحب..
الحب هو ذلك الشعور الذي يجعلك ترى الدنيا بمنظور مختلف.. ولو لفترة من الوقت..
عندما تبدأ في قصة حب.. تشعر بعبق الياسمين يرافقك أينما ذهبت..
تمتد بناظريك إلى بعيد.. فترى مساحات خضراء تحيط بك في كل مكان..مساحات لا وجود لها في الحقيقة..

عندما تبدأ في الحب.. سوف يجدك كل من حولك تبتسم.. ستسير توزع الابتسامات على الطريق.. فكل أجزاء جسدك و كل قسماتك تبتسم.. و سينعتك من حولك بالبلاهة .. فتبتسم..

عندما تبدأ في الحب.. سيصبح للهاتف أهمية تفوق أهمية الأكل و النوم و العمل.. تفوق أهمية العيش نفسه..
و سيصبح انزواءك و هاتفك إلى أي ركن .. هو أقصى ما تتمناه في ذلك الوقت..

عندما تبدأ في الحب..لا تشعر بطول الطريق.. تنتهي مسافات مشوارك من قبل أن تنتهي مسافات شرودك..
و تحزن أنك وصلت..
عندما تبدأ في الحب.. يصاحبك احمرار دائم في الوجنتين و أطراف الأذنين..
تشعر بصعوبة في التنفس .. لأن سرعة نبضاتك حينها تفوق سرعة أنفاسك..

عندما تبدأ في الحب..
تكون للكلمة قيمة.. و للحن قيمة.. و للرسالة قيمة.. و للوردة قيمة..

فإذا مر الوقت.. لا يتلاشى الحب.. لكنك تعتاد على الكلمة..و اللحن..
تتلاشى سخونة أذنيك.. و تتباطئ دقات قلبك فتعود للتنفس بشكل طبيعي..

تعود للهاتف مكانته الحقيقية.. و كذلك الأكل و النوم و العمل..
تعود الشوارع كما كانت.. و قسماتك كما كانت.. و تنسى الوردة..

فعندما يحدث ذلك .. لا تقل أن الحب قد ضاع.. و لكن قل.. ضاع سحر البدايات..

و في ذكرى يوم الحب.. ربما لا تستطيع أن تعيد ذلك السحر إلى روحك و لحظاتك..
و لكن من المؤكد أنك تستطيع أن ترى الابتسامة.. تعلو وجه من تحب..

فإذا كنت زوجا.. يكفي أن تمنحها في الصباح حضن البدايات.. و تترك على وسادتها وردة حمراء..

و إذا كنت زوجة.. يكفي أن تصنعي بنفسك كعكة على شكل قلب.. محلاة بالكريمة و مرصعة بقطع الفراولة..
و إلى جوارها شمعة صغيرة.. و وردة حمراء..

و إذا كنت عاشقا.. فيكفي أن تمنحها وعدا بالأمان.. و مع الوعد دبدوب صغير .. و وردة حمراء..

و إذا كنت عاشقة.. تستطيعين منحه كلمة حنونة.. و وعدا بالإخلاص.. و وردة حمراء..

أما إذا كنت قد أخطأت في حق من تحب.. فيكفيه منك شعور بالندم.. و رسالة اعتذار..
و باقة من الورود الحمراء..

أما إن شاءت الأقدار أن تقضي ذلك اليوم وحيدا.. فلا تحزن..

اشتري كمية كبيرة من بالونات الهيليوم الحمراء.. وزعها على الأطفال ..
استمتع بقفزاتهم محاولين الوصول إليها.. و هي تختبئ بين صفحات السماء..

ثم اتجه إلى النيل.. حاول أن تجلس بجواره و تقترب قدر المستطاع..
ثم القي إليه بوردتك الحمراء.. و القي معها أمنية .. ألا تجلس وحيدا في العام القادم..
و أن تجد من يستحق أن تمنحه في ذلك اليوم.. وردة حمراء....