السبت، 14 فبراير 2009
الرومانسية من زمن حليم الي الآن..



تحقيق / ماجد إبراهيم – إيناس حليم

لا شك أنه كما لكل زمن فرسانه فأيضا لكل زمن رومانسية خاصة به وتختلف دوما الصورة من زمن لآخر.. وأجمل ما في السينما أو في هذا الفن وصناعته أنها مثل كتاب تاريخ يؤرخ لكل حقبة بالصوت والصورة والملامح..
فقط يكفيك أن تشاهد فيلما قديماً يصور القاهرة في أربعينات القرن المنصرم لتتندر وتتحسر على نظافة وبراح القاهرة وخلوها من الزحام قديماً ويكفيك أن ترى فيلما حديثا لتلعن وجودك فيها فأنت لست تتحمل ما تراه فيها حتى يريك الفيلم إياه..
وهكذا تقدم السينما صورا متحركة للحظة زمنية فتتوقف بها عندها لتصبح صفحة من كتاب تاريخ طويل يسجل صورة كل زمن..
ولأنه ما من فيلم يصنع إلا ويكون للحب والرومانسية جانب فيه مهما كان نوعية الفيلم اكشن/ بوليسي/ خيال علمي/ اجتماعي/ تاريخي.. كل أنواع الأفلام لابد وان تجد فيها مساحة ما من الحب لكن ستظل أكثر الأفلام تأثيرا فينا حتى تعلقنا بها جدا هي تلك الأفلام التي صنعت من أجل الحب..
لذلك حاولنا أن نقدم لكم من خلال السطور القادمة تحليل صغير لكيفية تطور الحب في الأفلام عبر تاريخ السينما الطويل..
وكيف تم تناول الرومانسية والحب من أيام الأربعينات التي هي عز بدايات السينما الجيدة وحتى يومنا الحالي.. الذي يختلف عليه المختلفون..
المهم أن هناك اختلافا في القصة والسيناريو والأداء..
حتى تناول القصة نفسها صار يختلف باختلاف مشاكل المجتمع التي تعتبر جزء لا يتجزأ من أي قصة حب..
فقديما كانت الأطر الاجتماعية هي التي تفشل قصص الحب لان على ابن الجنايني ما ينفعش يتجوز انجي بنت الباشا.. في فيلم "رد قلبي"
أو تفشل الغيرة والحقد او الطمع علاقة حب رائعة مثلما حدث مع ...... في حبه ل...... في فيلم معبودة الجماهير وهى التيمة التي تكررت كثيرا في أفلام كمال الشناوي في تلك الفترة..
وهذا بخلاف شكل الرومانسية ذاتها في تلك الأيام التي لم تكن تعرف ما هو الفلانتين داى..؟؟
أما في هذه الأيام فقد أصبحت المشاكل التي تعوق نجاح قصص الحب تدور اغلبها حول المادة والبطالة التي صار يعانى منها معظم الشباب ثم الانحراف والخيانة والصفة الأخيرة هي ما تميزت بها أفلام السبعينات وبداية الثمانينات..
كذلك يمكننا أن نلاحظ على سبيل المثال أن معظم الأفلام العاطفية في الماضي كانت تطرح على خلفية قصة الحب مشاكل أوضاع سياسية متوترة وربما لأن هذا كانت أكثر ما يشغل الناس في تلك الفترة.. أو تطرح مشاكل الفقر والبطالة الناتجة عنه في تلك المرحلة فرغم وجود البطالة الآن إلا أن أسبابها اختلفت بلا شك..
وفي عصرنا الحالي تنوعت المشاكل ما بين انحلال أخلاقي وجنس وبطالة ومخدرات و..... واستهبال أيضا.. فكثيرا من أفلام السينما صارت تستخف بعقول المشاهدين وتقدم لهم كل ما يهبط بزوقهم العام ثم يبرر المنتجون ما فعلوه في ضحيتهم وهم الجمهور بأن الجمهور عايز كده والحقيقة أن المنتج مثل من يطعم أولاده فإذا أطعمهم بطعام جيد حسنت صحتهم وبانت عليهم علامات الصحة وإذا أطعمهم بطعام سيء هزل حالهم..
وبالتالي من الطبيعي جدا أن يقبل المشاهدون على أفلام مسفة إذا لم يجدوا غيرها وسيضحكون على النكات السخيفة بها وسيستمتعون متعة قليلة تلهيهم عن مصاعب الحياة لكنهم سينسون تلك الأفلام فور خروجهم من دار العرض وإذا سألهم احد حول رأيهم في الفيلم سيقولون حلو .. طيب إيه اللي عجبك في الفيلم يقول المشاهد كله حلو.. وتشعر حينها أن الصدمة عمت ذلك المشاهد عن أن يقول انطباعه الحقيقي أو ربما أصابه الفيلم بلوثة دماغية مؤقتة..
والدليل أننا لازلنا حتى هذه اللحظة نضحك كلما شاهدنا أيا من أفلام الفنان الراحل إسماعيل ياسين أو نجيب الريحاني أو غيرهم من عملاقة الكوميديا رغم أننا رأينا تلك الأفلام من قبل.. لكننا يصعب علينا أن نضحك أو حتى نبتسم عند معاودة المشاهدة لأيا من أفلام محمد سعد فقط لآن أفلامه الأخيرة تحديداً افتقدت صدق النية في الإضحاك فربما تضحكنا أول مرة لكنها من العسير أن تضحكنا كل مرة..

لذلك تعالوا معنا الآن في جولة صغيرة منتقاة مع بعضا من كلاسيكيات السينما المصرية قديمها وحديثها لنرى كيف كانت الرومانسية في كل فيلم ولنعيش لحظات قليلة من المتعة الحسية عند تذكر تلك الأفلام ولنقرر بعدها كيف يمكن أن نستمتع بالحب في عيد الحب..

1- فيلم ( بين الأطلال)..
ستشعر بالتأكيد عند مشاهدة هذا الفيلم برقة فاتن حمامة المعتادة و ستتعجب من القدرة الكبيرة على التضحية والعيش في الذكريات.. سيجبرك الفيلم على الشرود في ذكرياتك وستستمتع يومها بالغروب عن أي يوم آخر.. ثم ستخرج بمعلومة مهمة .. أنه فيلم غير واقعي..!!

2- فيلم ( نهر الحب)..
بغض النظر عن فاتن حمامة.. إذا كنت فتاة ستشعرين بجاذبية كبيرة و انبهار شديد بذلك الساحر عمر الشريف و ستتجهين بنظرك إلى الزوج أو الحبيب ثم تعيدينها إلى التلفاز و تتمتمين ( الحمد لله على كل شيء) J
أما إذا كنت رجلا فسوف تتجه فورا لتغلق التلفاز J

3- فيلم ( معبودة الجماهير )..
عند مشاهدة ذلك الفيلم ستتعجب جدا من ملامح عبد الحليم و كيف استطاع أن يؤدي الذوبان في الحب لهذه الدرجة دون أن يضحك.. و خصوصا في مشهد وقوفه على المسرح الشهير أمام شادية و ترديده :
( بحبك.. بحبك.. كلمة بقالي سنين عايز أقولهالك..)
و في نصف الفيلم سترغب في أن تمسك شادية على جنب و تقولها الحقيقة, و عبد الحليم على جمب و تقوله الحقيقة.. و تنجز بقى..

4- فيلم ( الحب قبل الخبز أحيانا )..
أولا ستظل تنتظر حتى آخر الفيلم لتعرف علاقة الخبز بعنوان الفيلم.. ستشعر ببراعة ميرفت أمين المتناهية في التمثيل و ستنعت حسين فهمي بالعشى الليلي لأنه تخلى عنها في يوم من الأيام..
و الأكيد أنك ستنهي الفيلم و انت نفسك في ( كوسة بالبشاميل ).. J

5- فيلم ( الكرنك )..
ستشعر بالقهر الفظيع و ستشفق على سعاد حسني و نور الشريف .. و ستحمد الله أنك في زمن الاعتقال الفكري لا الاعتقال السياسي ( إلى حد ما )..

6- فيلم ( دمي و دموعي و ابتسامتي )..
الأكيد أنك ( ستتنح ) في جمال نجلاء فتحي و رقتها.. ثم ستتمنى زيارة لبنان و المغرب.. و ستعشق احسان عبد القدوس و جميع رواياته التي تحولت معظمها إلى أفلام يزخر بها أرشيف السينيما..

7- فيلم ( عن العشق و الهوى )..
أولا ستشفق جدا على منى زكي و بشرى و ستشعر بأنانية كبيرة للسقا ( في الفيلم) , و ستغتاظ جدا من طارق لطفي و منى شلبي.. باختصار سينتهي الفيلم و انت مصاب باكتئاب نسبي..
8- فيلم ( سهر الليالي )..
بالطبع أول انطباع سيعتريك عند مشاهدة هذا الفيلم أنه يشبه إلى حد كبير لوحة
(الشطرنج )..
كل شخص موضوع في مكانه بدقة متناهية..
ستعجب بأحمد حلمي و بشجاعة ابو النجا في أداء ذلك الدور..
و بالطبع سوف تتملك منك لفترة كبيرة لزمة انتصار :
( كاظم ده عسل.. عسل..) J

9- فيلم ( انت عمري )..
مركب ورق في البحر.. و البحر قلبه كبير..
مركب ورق قلبي.. بتعاند المقادير..
منى: ( البحار بقالو كتير مخدش حبيبته جوة البحر)
هاني: ( البحار خلاص مبقاش قادر ينزل الميه)
منى: ( مش مهم البحر يا يوسف.. فيه ناس كتير نفسهم يعيشو معاه حتى على الشط )
هاني : ( أنا ظلمتك و جرحتك يا هند .. بس لسه عندي القدرة اني أطلب منك تسامحيني.. سامحيني لأني مش عارف السبب.. و سامحيني كمان لأني مش هحاول أعرف)
منى: ( قربك من شمس هيديها فرصة انها تعيش.. و هيديك انت كمان فرصة انك تعيش.. روحلها يا يوسف.. متخافش عليا.. ان كان عليا اديك عرفت السر.. البصة في عنيك ب 30 سنة جواز.. والهدية اللي ادتهالي هتكفيني العمر كله ..)

هاني: !!!!
منى: ( رامي يا يوسف.. حتة منك خدتها في حضني.. و هفضل حضناها لحد ما اموت.....) ثم حضن كبير.. و احمرار في العينين من كثرة البكاء.. و مشهد لن تنساه أبدا......

التسميات:

2 Comments:
Blogger osama yousef said...
فعلا لكل زمن رومانسية خاصة به والسينما احد المؤرخين لحالة الرومانسية واشكالها علي مر العصور ومن قبل عبد الحليم كانت هناك رومانسية والتي لم تختفي ابدا ولكن تغيرت اشكالها
وصفكما لبعض افلام السينما المهمة هذا الوصف الساخر احيانا المفعم بالرومانسية احيانا اخري
هو في كل احواله مختلف
وبالنسبة لي لقد لمستما افلاما احبها فعلا
واعتقد ان الكثير منا يحبها
شكرا لكما
وهنيئا لكما المجلة التي اتمني ان تصبح صاحبة ملايين من القراء ان شاء الله

شكرا ليك يا اسامة
ولكلامك الجميل
ونتمنى مثلك ان نحظى باكبر عدد من القراء باذن الله
بس خلينا في الالوف الأول وبعدين نبقى نشوف الملايين

وان شاء الله كلها شهور قليلة وتخرج المجلى في سايت خاص بها الى النور
فانتظرها وساهم معنا في الدعاية لها