السبت، 21 فبراير 2009
دعوة للنظافة ولحياة أفضل - تحقيق
لم تعد القمامة في مصر مجرد مشهد نستاء منه ونتقزز منه بل صارت كابوس نعاني منه جميعاً.. والمؤسف أن تلال القمامة صارت تنتشر في كل مكان في شوارعنا ولم تعد تفرق بين حي راق وآخر شعبي حتى أصبحت صورة تسيء إلى مصر أيما إساءة وربما ما يحدث الآن في الشوارع من إهمال شديد ليس إلا عرض لمشاهد متكررة من مسلسل الفساد والفوضى التي تعاني منها مصر الآن..

فتلال القمامة الآن تزداد ولا تقل ولا تترك للناس سوي سلسلة من الأمراض والأوبئة التي لا حصر لها ، هذا بخلاف حرمانهم من مشاهدة الحياة بصورة جميلة كما خلقها الله..
والمشكلة أن القمامة أصبحت قنبلة موقوتة ومن العيار الثقيل.. وربما قد ينتاب الناس حاليا الشعور باليأس لما يأخذوه من المسئولين من كلام ووعود لا تنفذ, فهم يخرجون علينا عبر شاشات التليفزيون في أبهى صورة ليؤكدون على أنهم يجتمعون ويبحثون ويخططون ويتفقون على خطوات لعلاج تلك المشكلة إلا أن كل ما يقولونه ليس إلا مجرد كلمات مسكنات لا تغني ولا تسمن من جوع..!!

والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن الآن إلي متى ستظل أكوام القمامة تزداد بلا مقاومة وعلاج جذري لها ومعها تستمر في هلاك المواطنين كما لو كانت عدو يصارعه الناس من اجل بقائهم علي وجه البسيطة.

والمدهش حقا أن نجد عند قيام مسئول ما بزيارة منطقة حافلة بالقمامة أن يقوم رئيس الحي ومعاونيه برفع القمامة وتجميل المنطقة لتظهر أمامه هو في أبهى صورة وما إن يغادرها حتى تعود ريمه لعادتها القديمة.. حتى يبدوا وكأن العلاج يكمن في تكرار زيارة المسئولين للاماكن المتضررة من القمامة..!!!

وما يحزنا اليوم حقا أننا صرنا نطلق علي مصر بوابة ومرسى الفساد والتلوث بعدما كانت مصر مشهود لها بنظافتها وجمال حضارتها قديما ومنذ أن كان الفراعنة مشرعين لقوانين المحافظة علي نهر النيل باعتباره جزءا من البيئة.

وما يزيد الدهشة أن الدولة تتحصل منا على خمسة جنيهات شهريا تضاف إلى فاتورة الكهرباء ومع ذلك لا نجد أثرا لجمع هذه الأموال فأين تذهب ولماذا تحصل ما لم يستفاد بها..؟؟
لذلك لابد وان نسدل الستار علي هذه المسرحية الهزلية التي تعرض يوميا بنجاح ساحق في الشارع المصري ويجب أن نتخذ خطوات حاسمة لوضع الحلول العاجلة بشأن تلك التلال القمامية التي شوهت من صورة مصر الحضارية..

والحل ليس صعب أو عسير.. فديننا يحثنا على أن النظافة من الأيمان وبالتالي لابد أن يبدأ الحل من عندنا.. لابد أن نحرص على نظافة شوارعنا بأنفسنا مثلما نحرص على نظافة بيوتنا وألا ندع هذه الصورة السلبية تتملكنا فنتمادى في المساعدة على زيادتها بعدم حرصنا على نظافة الشوارع..
ربما نحتاج إلي حملات توعية تحت شعار"دعوة للنظافة ولحياة أفضل" فالناس تأمل أن تكون الأيام القادمة أفضل وحاسمة لحل مشكلة التلوث..
لكن كيف يحدث هذا ما لم نتعاون معا على القضاء على هذه الظاهرة المؤسفة..
فهل نفعل ذلك ونتعاون للقضاء على هذه الظاهرة السلبية..؟؟

قلم / انجي لطفي

التسميات:

1 Comments:
طبعا كلنا مستائين من المنظر اللي لازم نشوفه كل يوم
بس للأسف ياما اتقال وياما صرحنا ان لازم بجد الاهتمام بالنظافة
ولكن ولا حياة لمن تنادي
والمفاجأة ان كانت في آخر تصنيف عالمي كانت القاهرة من ضمن اكبر الدول في العالم من حيث نسبة التلوث
طبعا ما حدش يعرف ايه فايدة الفلوس اللي بندفعها شهريا
بس اللي كلنا عارفينه وشايفينه وحاسينه ان الفلوس دي مش رايحة اساسا للنظافة
هي ممكن تكون نضافة في حالة واحدة بس
وهي نضافة جيوبنا