الجمعة، 27 فبراير 2009
فوز الياباني مورا كامي بجائزة القدس




رغم التحذيرات التي تلقاها الكاتب الياباني هاروكي مورا كامي الفائز بجائزة القدس عام 2009 ، وتحمل إسم حرية الفرد في المجتمع ، ومطالبة المنتدى الفلسطينى الياباني برفض هذه الجائزة التي تمنحها إدارة معرض أورشليم الدولي للكتاب للعام 46على التوالي ، وتبلغ قيمتها عشرة ألاف دولار، لأن قبوله هذه الجائزة يعد بمثابة تبرئة للإحتلال الإسرائيلي من عدوانه الوحشي على قطاع غزة ، الأمر الذي يعد إستفزازا لمشاعرقرائه من العرب الذين أغرموا بروايته " كافكا على الشاطىء " ، الذين إحتفوا بها في العديد من المنتديات الأدبية ، وبات إسمه رائجا على الساحة الثقافية العربية ، كواحد من ألمع الروائيين اليابانيين الجدد ، ورغم ذلك فقد قرر" هاروكي ، قبول الجائزة التي تسلمها من الرئيس الإسرائيلي " شيمعون بيريز" ، ورئيس بلدية القدس " نير بركات " ، فى 24 فبراير، مع بدء فعاليات معرض القدس للكتاب .

مولد كاتب !

يذكر أن " هاروكي " ولد فى طوكيو عام 1949 ، وهو يتمتع بشهرة دولية ، منذ صدور روايته الأولى ( أصغ إلى نشيد الريح ) عام 1979، وقد إنتقل بعدها إلى العيش خارج اليابان ، في إيطاليا ، ثم اليونان ، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم عاد إلى اليابان عام 1995 ، وهو العام الذي شاهد زلزال كوبي ، ثم الإعتداء بغاز السارين في مترو الأنفاق في طوكيو ، هذه الحوادث التي كانت مصدر إلهام له لروايته بعد الزلزال .

وقد صدر للكاتب عشرون كتابا ، لاقت رواجا كبيرا في جميع أنحاء العالم ، وقد ترجمت أعماله إلى أربعين لغة ، كما ترجمت ثلاث من رواياته إلى اللغة العبرية ، وترجم أربعة روايات إلى اللغة العربية ، ( سبوتنك الحبيبة ، جنوب الحدود غرب الشمس ، والغابة النرويجية ) ، فضلا عن ما ترجم له من قصص ، و نصوص ، إنتشرت في المواقع الإلكترونية العربية المختلفة .

يذكرأن جائزة القدس تعد من أهم الجوائزالأدبية العالمية ، التي تمنح للكتاب الذين تزعم إدارة الجائزة أنهم عبروا عن الحرية الفردية في المجتمع ، وكان على رأسهم( سيمون دو بوفوار)عام 1975 ،( برتراند راسل ) عام 1977 ، و(ميلان كونديرا) عام 1985 ، و(جي كوتزي) عام 1987 ، و(ماريو فيجاس يوسا) عام 1995، و(سوزان سونتاج ) عام 1997، والكاتب المسرحى( أرثر ميلر) عام 2003

عروبة القدس !

لقد منحت إسرائيل هذه الجائزة بعد مذبحة غزة التي راح معظم ضحاياها من الأطفال ، والنساء ، والمسنين ، وفي نفس العام الذي يتم فيه الإحتفال بإختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ، لتثبت للعالم إنها دولة حضارية تكرم الأدب العالمي ، ولو جاء من اليابان ، في الوقت الذي أرجأت فيه الدولة الفلسطينية برنامجها الإحتفالي بهذه المناسبة من جراء العدوان على قطاع غزة ، وكذا بقية الجهات الفلسطينية الشرعية ، وغير الشرعية ، و حتى الآن لم يحدد موعد الإحتفال بهذه المناسبة الهامة التي يسعى العرب من خلالها لتأكيد عروبة القدس .




قلم / نهال قاسم