الخميس، 5 مارس 2009
لا تقل جميلة إسماعيل ولكن قل جميلة جدا إسماعيل..!!


فرحت جدا بخروج دكتور أيمن نور من محبسه ، ليس فقط لأنه احد شرفاء هذا الوطن أو على الأقل احد الحالمين الذين يحاولون تحقيق أحلامهم – مهما قيل عن اتجاهاته وأفكاره التي قد نختلف أو نتفق معها – ولكن لآن خروجه نهاية لعذابات امرأة نادرة الوجود خاصة في هذا الزمان الشحيح الذي أصبحنا نعيش فيه..
إنها نموذج للمرأة التي يجب على أي شاب – يفكر في الارتباط - أن يبحث عن مثلها فهي بحق المرأة التي يطلق عليها نوارة البيت وعماده وأساسه ...إنها الجميلة جميلة إسماعيل .... فهي نموذج للمرأة التي أحبت ، وعندما أحبت أعطت لشريكها كل شيء .. نموذج للمرأة التي تضحي من اجل حبيبها – يكفي أنها ضحت بوظيفة هامة هي وظيفة مذيعة في التليفزيون المصري تلك الوظيفة التي تحلم بها كل فتاة من اجل زوجها وكان يمكنها أن تتخلى عنه من اجل أحلامها..
وهي بذلك نموذج للمرأة التي تدفع للإمام .. تصدق أحلام شريكها ، وتحلم بها معه ، وتساعده في تحقيقها ، فقد كانت تقف معه في انتخابات مجلس الشعب في مواجهة غيلان ( باب الشعرية ) الوطنيون والمستقلون – وكلهم يضربون تحت الحزام ، ويستخدمون أساليب اقل ما يقال عليها أنها أساليب قذرة-
وعندما أراد أن يستقل بذاته عن حزب الوفد وينشأ حزبا خاصا به ، لم تحبطه لم تقل له انه من الجنون أن تترك أقوى أحزاب المعارضة - خاصة وان له كلمة مسموعة فيه - ولكنها شجعته حتى حول مكتبه – ومصدر أكل عيشه - مقرا للحزب ، ووقفت معه في إنشائه للجريدة التي تحمل اسمه ، وعندما أراد أن يرشح نفسه رئيسا للجمهورية ساعدته ، ووقفت بجواره ، لم تقل له تلك الكلمات التي ربما كانت تشعر بها في داخلها أن الأمر كله لا يعدو أن يكون – لعبة حكومية غير مأمونة العواقب – ولكنها شجعته ، ونظمت له حملة الانتخاب ، وكانت له الزوجة ، والسكرتيرة ، ومديرة الأعمال ، وعندما دخل ايمن السجن وقفت بجواره كما يقف ألف رجل ، دافعت عنه حتى أخر لحظة ، ووصلت بالقضية إلي أعلى المستويات الدولية ، وواجهت بمفردها إعلام – حكومي ومستقل – غبي وفج لا يؤمن بالحرب الشريفة بل كل ضرباته تحت الحزام ، وخاضت حربا ضروس حتى يصل صوت ايمن داخل السجن لكل الناس , وكل الجهات
وواجهت في نفس الوقت حربا اشد في الحزب الذي أسسه على كتفه ، وكاد أن يفقد حياته داخل السجن بسببه عندما خلعت كل الوجوه الأقنعة المزيفة التي كانت ترتديها قبل ان يسجن فظهرت كل تلك الوجوه بدون روتوش فصارت أمام كل الأعين قبيحة، غبية ، فجة ، تريد بكل صفاقة أن تطرد صاحب البيت من بيته ، وتسلبه كل حقوقه فيه .
في نفس الوقت كان لدي جميلة حربا أخرى أهم هي حربها مع أولادها ، وأن تصل بهم لشاطئ النجاة ، وألا تختلف الحياة معهم في غياب ايمن كثيرا عن وجوده،
لأنهم ليس لهم ذنب في كل ما يحدث ، وبالفعل نجحت في ذلك ودخل الابن الأكبر الذي كان في الثانوية العامة وقت حدوث القضية كلية الحقوق التي كان يرغب والده في دخولها...

حقا رباه ما كل هذه القوة التي تمتلكها هذه المرأة , وكيف استطاعت أن تفعل كل ذلك
وهى التي كان يمكنها أن تطلب الطلاق وما كان احد ليلومها..
هل هو الحب الذي يدفع صاحبه لفعل المعجزات..
هل هي القوة بالفطرة هل وهل وهل؟ لا اعرف ، ولكني
لا املك إلا أن ارفع القبعة احتراما وتقديرا لهذا النموذج النسائي الفريد الذي يصر على دهشتي في كل لحظة .
فمازلت اذكر جميلة تلك الفتاة الرقيقة التي كانت تقدم في أوائل التسعينات على شاشة التلفزيون المصري مع جمال الشاعر واحمد مختار برنامج خفيف اسمه ( أماني وأغاني ) وبعدها قدمت برنامج يهتم بتقديم الأماكن الأثرية ، وكان انطباعي عنها أنها فتاه رقيقة تحاول أن تثبت نفسها في مجال الإعلام فكيف يتحول هذا العصفور الرقيق إلى ذلك الأسد الضاري الذي يدافع عن عرينه بكل قوة..

مازلت أتخيل لحظة لقاءها بأيمن بعد خروجه لن تشكي له ما حدث طوال ثلاث سنوات - لم تكن تتخيل أبدا هي أو أي احد أن يمروا بها – ( فهي نموذج لا يعرف الشكوى ولكن يعرف كيف يتجاوزها ) ولكنها سترتمي بين أحضانه وتبكي ، ويضمها هو إليه بكل قوة وتزداد هي تعلقا به ، ثم بعد ذلك تضم يده إليها ليواجهون سويا ذلك العالم الغبي الذي ظن انه سيقهرهما ، ولكنه لم يعرف أن الذهب عندما يتعرض للنار يخرج أكثر صلابة وقوة ، ولمعانا ، ويزداد جمالا وبريقا..

واني هنا أقول انتظروا ايمن نور في الأيام القادمة
وأخيرا مازلت اذكر كلمة الراحل الكبير حسام حازم عندما قال ( لا تقل جميلة إسماعيل ولكن قل جميلة جدا إسماعيل )
وأنا من هنا أقول أنها بالفعل من أجمل الجميلات ليس فقط هذا الوطن ولكن هذا الزمان بأثره ... ليس فقط جمال الشكل ولكن جمال الروح , والقلب والاقتناع بشريك الحياة..
أستاذة جميلة لست اعرف هل يمكن يوما ما أن تقرئي كلماتي هذه عنك ام لا
ولكني أريدها أن تكون وثيقة حب واحترام وامتنان من شاب مصري لإمرأة راقية مثلك .. في زمان عز فيه الرقي..

واني إن كنت ادعوا لله أن يرزقني بزوجة صالحة فاني أتمنى أن تكون مثلك.. تحبني وتؤمن بي ، وتحافظ على بيتي ، وتساعدني في تحقيق أحلامي ، ولا تحبطني ، وتدفعني دائما للإمام ، وتدافع عني بكل قوة مثلما فعلت أنتي مع ايمن نور ... فهذا دليل على انه يوجد عمار بينه وبين الله لأنه رزقه بكنز من كنوز الدنيا هو أنتِ
فهنيئا له زوجة مثلك..

قلم / مصطفي ريان

التسميات:

3 Comments:
بجد المقال ده رائع يا استاذ مصطفى
عجبني جدا لما قريته في المدونة بتاعتك
عشان كدة طلبت منك ننشره في المجلة

وبجد متشكرة جدا ان حضرتك وافقت

واتمنى دلوقتي ان مدام جميلة اسماعيل تقراه
لاني واثقة انها هتبقى سعيدة بيه جدا جدا

وإلى ذلك الحين
لك خالص تحياتي

اكرر شكر ايناس لك
واتمنى ان تدوام على الكتابة معنا يا مصطفي
وباذن الله مدام جميلة تقرا مقالك

Anonymous غير معرف said...
زعامة شيء والحكم شيء وطلب السلطة شيء .. الشعب المصري بحاجة الى زعيم حديدي عادل .. مش خرع متغرب...
الشعب المصري مظلوم من ما وجد على الأرض لذا فإنه بحاجة الى زعيم يعطيه جرعات قوة وكرامة وعزة و طعام...