
رغم أنى اعتدت مع أمي أن نتبادل الكلمات عبر الورق
ولا أعرف سببا لهذا محددا إلي هذا
إلا أنها عادة عودتني أمي عليها منذ نعومة أظافري
وربما كانت أحد أسباب حبي للكتابة..
وقد تعودت في صغرى كلما خجلت من شيء أريد أن أقوله لأمي أن أقوله لها عبر الورق
ثم اترك لها رسالتي إلى جوار فراشها
والأعجب أنني في أحيان كثيرة كنت أجد أن أمي ترد بخطاب آخر..!!
وليس هذا لوجود جفاء بيننا
ولكن ربما لأنها طريق ترفع حواجز الخجل..
وتفتح طرقا غير وعرة للحديث فيما قد لا أتجرأ به أمامها بشكل مباشر
خاصة عندما كانت تغضب مني وأريد أن أصالحها
أو أن اطلب منها طلب وهي غاضبة منى..
فلم أكن لأجد وسيلة غير القلم والورقة
حتى أنني أتذكر أنني وأنا لازالت طفل في المرحلة الابتدائية
أغضبت أمي لسبب ما لا أتذكره..
وكان من المفترض أن تذهب بي إلى رحلة تتبع عملها في اليوم التالي لأحد المدن الساحلية وبالطبع كنا في الصيف ..
ولأنني أغضبتها فقد تراجعت عن الذهاب للرحلة..
ومع فشلي في إقناعها في الرجوع عن قرارها
كانت الورقة والقلم هي الحل..
فكتبت رسالة اعتذار طويلة..
مليئة بالاعتذارات المتكررة والوعود الصارمة بعدم العودة لذلك الخطأ..
ويبدوا أن أسلوبي الطفولي حينها في الكتابة آثار ضحك أمي..
وهو ما سمعته وأنا أحاول أترقب رد فعلها حينما تركت لها الخطاب..
وبعد الضحك وجدت أن أمي قد لانت لكلماتي واستجابت لخطابي وذهبنا للرحلة في اليوم التالي..
وبالطبع كانت هديتي في عيد الأم في كل عام أثناء الدراسة هي هدية بسيطة على قدر ما ادخره من مصروفي.. كزجاجة برفان رخيصة أو منديل قماش قبل ما يتلغي..!!
أو أي قطعة إكسسوار تقليد..
ولم أكن أقدمها بشكل مباشر
بل مع خطاب واضع الخطاب والهدية داخل دولاب ملابسها..
لتفاجئ أمي بها في اليوم التالي..
وهكذا ظل القلم والورقة وسيلة تخاطب مدهشة بيني وبين أمي..
وقد نمت تلك العادة عندي حتى كبرت
فأصبحت أعود متأخر بالليل من العمل لأجد أمي نائمة
فاترك لها رسالة بما أريده منها في الصباح
وفي الصباح أقوم من نومي متأخر
لأجدها قد غادرت المنزل إلي العمل
لكنها تترك لي الرد في رسالة أخرى
وبها طلباتها لهذا اليوم
وهكذا...
حتى جاء الكمبيوتر ليغير حياتي من النقيض إلي النقيض
فبعدما كنت اكتب كل إبداعاتي على الورق
هجرت الورق
ولم يعد لي سوى الكمبيوتر لأكتب عليه
لذلك قلت تلك العادة بيني وبين أمي وإن لم تختفي تماماً..
وانحصرت في تبادل الطلبات أثناء نوم كل طرف..!!
لذلك عندما جاء عيد الأم هذا العام
لم اعرف ماذا أقول لامي
وكيف أهنئها بعيد الأم
خاصة وأنا أمر بظروف مادية صعبة حبتين في هذه الأيام
ولم استطع شراء هدية لها..
وفقط اكتفيت بوعدها بالذهاب إلى أحد المسرحيات
التي تعرض حاليا..
وهو ما يحدث كل فترة أصلا بدون الحاجة لعيد الأم
سواء بالذهاب إلي مسرحية أو فيلم
وطبعا كل بالمجان على حساب الصحافة
نظرا لأني مش لاقى أكل بسبب صحافة مصر العظيمة اللي لحستني التراب..!!
لذلك وجدت أن أنسب ما أفعله هذا العام هو أن اكتب لها الآن رسالتي تلك عبر الكمبيوتر لتقرأه هي فيما بعد فجأة..
بعدما أصبحت بالفعل تقرأ كل أعمالي قبل النشر على الكمبيوتر..
لكنها لأول مرة ستقرأ رسالة مني إليها عبر الكمبيوتر
رسالة سيقرأها كل القراء
وربما قبل أمي نفسها..
ومختصر رسالتي لها بد تلك الكلمات
هو أن أقول لها
كل عام وأنتي بخير
ويارب السنة الجاية أكون حققت أملك فيا
وأنا عارف وأنتي عارفة
وخلي اللي يقرا ما يفهمش حاجة..!!
هو من بقية عليتنا..!!
وفقط أتمنى أن تتحملي لخفنة أحوالي غير المستقرة هذه الأيام
فأنا أثق أنها قريبا جدا بإذن الله ستتغير..
والسلام ختام
وهذه كانت رسالتي إلي ..
أمي..
الرسالة دي اثرت فيا اوي
يمكن من كتر بساطتها وتلقائيتك اللي اتعودت عليها
ربنا يا رب يا رب يخليهالك ويخليك ليها
وميحرمكوش من بعض ابدا
كل سنه وكل امهات المسليمن بخير ربنا يخليها لك يارب ويكرمك
تقبل مرورى
مع تحياتى
ربنا يخليها وما تتحرموش من بعض ابدا
رنا
انا اول مره اهوب ناحية المدونه
بس حقيقي اسلوبك جميل
وجميل قوي طريقة الورقه والقلم دي
ربنا يخليهالك
ويححق املها فيك
تقبل مروري