الأحد، 19 أبريل 2009
قرأت لك


يعيش يعيش حسنى مبارك..!!

حقا وصدقا نهتف بها مدوية ونعلنها علي الملأ غير مدفوعين ولا مجبرين ولا منافقين، نجدد لك البيعة ونتوب عما ظننا ونرجع عما تمردنا، فقد أدركنا أننا لازلنا صغارا بجوار حكمتك وحنكتك وبعد نظرك،
لازلنا نحبو في ملعبك، نتعثر، نتلعثم، نتوه ونسقط، وأنت المسيطر، انتهي السادس من أبريل ورسبنا جميعا إلا أنت كنت كعهدك دائما، الأول بجدارة الأول والأوحد بلا ثان ولا ثالث ولا حتى عاشر، حلقت في فراغنا وملأته وأشرت بإصبعك فانقلبت جميع طاولاتنا المتآكلة وتدافعت القلة والكثرة المندسة المنفلتة والمارقة، وكل منهم يقول: والله ما أنا ده هوه اللي قاللي وهوه ده اختفي وهناك إشاعة قوية سرت في عموم البلاد تتحدث عن أن هوه في الغالب احترق أو ذاب مع الجليد أو اندثر فأرجوك لا تأخذنا بذنبه، هذا المضلل المدعي والحاقد..!
صحافة حزبك ورجالك المخلصون وأمنك اليقظ كان حكيما وحصيفا إلي أقصي درجة ارتدي الملابس المدنية وقام بلم المشاغبين المضللين ممن هم في التاسعة عشرة والعشرين من العمر فأفاض وأغدق عليهم بالألفاظ النابية والأوصاف المنحطة لاعنًا آباءهم وأسلاف أسلافهم الذين لم يحسنوا تربيتهم فتولوا هم المهمة بعصاهم الغليظة يلهبون بها أبدان الغلابة، والغلابة في بلادنا كما تعلمون جيدا سرعان ما يصمتون وكثيرا ما ينسون، وهذه إحدى سمات المصريين التي تعتزون بها أيما اعتزاز،
في الجامعة نظموا المباريات الرياضية وشارك معهم الأساتذة المخلصون، المقدرون للمسئولية واختاروا الوقت المناسب في اليوم المناسب لممارسة أنشطتهم، والأحزاب السياسية انفردت بأدائها، فمنهم من أبي وترفع لأن أحدا لم يدعهم منذ البداية ومنهم من أعلن عدم المشاركة في العلن، لكنه شارك من الباطن وضرب العصافير كلها بأحجار الولاء والالتواء لكم ولهم ولكل الجهات والاتجاهات!
والشارع تساءل إضراب إضراب ليه ؟ هو النهاردة إيه!؟

حتى الطامعين في كرسي الرئاسة وأولهم المشاغب الأشهر أيمن نور شاءت الأقدار أن يخف صداعه عن كاهل أمنك الذي لا يغفل ولا ينام فسيطر الفضول علي الجميع وتساءلوا هل انفصل الثنائي جميلة وأيمن أم هي وساوس شيطانية جاءتهما في لحظة غضب ألمت بهما كما ألمت بنا فأوهمتنا بأننا قادرون علي الإضراب والعصيان وشطح بنا الخيال فحسبنا أن التغيير قادم وأن الحراك بدأ، أخذنا عنفوان اللحظة ولم ننظر أبعد من موضع أقدامنا،
الفضائيات أفرغت ما لديها من التحليلات والاجتهادات وعادت تسلط كاميراتها علي وطن المقابر والمجاري الزاحفة علي البيوت والبشر، اشتعل شجار التعصب بين مشجعي الأهلي والزمالك وكل منهما أقسم ولاء الانتماء لناديه والضرب بيد من حديد لكل من يتجاسر علي التطاول عليه غالبا كان أم مغلوبا !
قيادات حزبك كانوا علي الحياد عقلاء جدا لم ينجح المعارضون المارقون في استفزازهم فالتزموا الهدوء بوجوههم التي تنضح بالعز والرغد دوما وأربطة عنقهم الأنيقة وظلوا ملتزمين بخطاب واحد، يشرحون فيه للمشاهدين والمستمعين كيف أن البلد يشهد تطورات حثيثة وأن الحزب الحاكم يعمل في صمت وينجز في صمت ويتحمل أعباءه الجسام في صمت وأن الصمت مفتاح الفرج وصانع الاستقرار للحزب قيادة وأعضاء وأتباعاً إلي أخره،
وشاء ربك الكريم أن يظهر للناس حجم التحديات التي تتربص بمصر فأحرق مواطنون بيوت البهائيين ليقضوا بذلك علي أخطر المشكلات التي تواجهنا؛ فمصر التي هي بلا بهائيين أفضل بكثير من تلك التي تضم بهائيين، تتكشف المؤامرات واحدة تلو الأخرى ونكتشف أن حزب الله هو العدو الأول وأن الآخرين يمكن أن نفتح معهم جسور الحوار والتفاهم حتى لو كانوا علي شاكلة الإسرائيلي نتنياهو الذي دعوتموه لزيارة مصر في بادرة جريئة لا يقدر عليها إلا أنت،
نعاهدك أن نمزق يافطات الاحتجاج وأن نلتزم بشعارنا التاريخي – بالروح بالدم – ندعو لك بدوام البقاء آملين ألا يكون دوام الحال من المحال،
وهنيئا لك ولنا أمنك وأمانك فأنت جدير بنا ونحن جديرون بك،
حكمت فسحقت فمحقت فقضيت وشطبت وحطمت وكسرت فأمنت فنمنا،
تصبحون علي خير!

بقلم / فادية الغزالي حرب
Fadia_harb@hotmail.com
نقلا عن جريدة الدستور

التسميات: