اعرف أن الفن هو كل ما يهتم بالجمال بكل ألوانه وأشكاله سواء في الصورة أو الكلمة أو في الصوت ومن هذه النظرة للفن لا أعتقد أنه لو تم تطبيقه على هذا الأساس أن يكون به خطأ " فالله جميل يحب الجمال " .
فكل إنسان صاحب موهبة - ونلاحظ أن الموهبة ما هي إلا هبة من الوهاب سبحانه وتعالى - عليه أن يستغل موهبته هذه في إظهار الجمال ومناصفته في كل أشكاله الجمال في الحق والخير والوقوف بجانبه .
الكاتب عليه بما وهبه الله - عز وجل - من هبة الكتابة والخيال الخصب أن يتكلم ويكتب عن الواقع ويوضح سلبياته لتلافيها ويركز على الإيجابيات للإكثار منها في شكل أدبي متقن جميل بالطبع ولا يجب عليه أن يستغل ما وهبه الله به باستخدام أساليب إثارة الشهوات والغرائز لمن يقرءون أعماله الأدبية أو حتى التنفيس عن مشاكل خاصة بهذا الشأن والإكثار في الوصف المثير لمشاكل نفسية لدى الكاتب وحده فليحتفظ لهذه الأساليب لنفسه ولا يفتن غيره بها ومن الأفضل أن يوصل أفكاره دون اللجوء لهذه الأساليب التي تركز على إثارة الغرائز ولا تركز على معنى ومضمون العمل الأدبي - أو الفني بشكل عام – فاعتقادي أن الكاتب المتميز هو من يستطيع أن يوصل لي أفكاره دون الحاجة لأساليب ملتوية ودون إشعاري بالاشمئزاز في جزء من عمله ينفرني من القراءة له مرة أخرى..
والفن ليس بالكلمة فقط - كما أسلفت الذكر - بل بالصورة والصوت أيضاً وبكل وسيلة توضح قيمة الجمال.. فعندما أستمع إلى أغنية.. لماذا تنحصر كل الأغاني في قالب واحد ألا وهو الحب بين الرجل والمرأة..؟؟
وكأن الحياة كلها تنحصر في حب الرجل للمرأة..!!

وأنا لا أقول أن تكون كل الأغاني أناشيد دينية ولكن هناك أمور كثيرة تستطيع الأغنية تناولها هنا الأمور الاجتماعية - على سبيل المثال لا الحصر - فهي كثيرة وسيكون من الجميل أن يتم استغلالها في شكل غنائي قد يساهم في حل المشكلة أو تثبيت قيم جيدة..

هناك أيضًا الرسم لماذا لا نجد لوحات معبرة عن أمور جميلة في الكون أو الواقع..؟؟
لماذا تنتشر اللوحات العارية باعتبارها فن راقي..؟؟
فما وجه الجمال في صورة شخص أيا كان جنسه وهو عاري..؟؟

وكذلك الأعمال السينمائية - لن أتكلم عن التلفزيونية فلا يوجد بها نفس ما يوجد في الأعمال السينمائية وإن كانت بحاجة إلا إعادة صياغة والبحث عن مواضيع تهم المجتمع بحق وليس فئة دون الجميع -
وأسأل لماذا هذا الهوس عند بعض السينمائيين من مخرجين بشكل خاص أن يصوروا مشاهد حميمية بشكل مبالغ فيه لا يناسب مجتمعنا وكأن التلميح لن يصل بنا لذات المعنى وبأسلوب أكثر رقيا دون إثارة جنسية..؟؟
هل يعتقدون أن جمهورهم غبي لن يستوعب أم أحمق لا يفهم بالتلميح..؟
ولماذا لا نستخدم الفن في دفع حركة التقدم..؟
- وهل هذا لن يتم إلا بالإثارة الجنسية -
فلا شك أن الفن والإعلام لهما تأثير لا يستهان به في حياتنا..
فلِمَ لا نستغله لإرجاع هويتنا العربية والبعد عن تقليد الغرب .. الغرب الذين بدءوا الآن يتجهوا إلى إنتاج أفلام تخاطب أعمار أصغر بعيدًا عن أسلوب الإثارة الجنسية بالتحديد..
ونحن مجتمعات لها تقاليدها وعاداتها وقيمها .. فلماذا نقلد ما لا يتفق مع تعاليمنا في نفس الوقت الذي أدرك فيه الغرب قيمة هذه التعاليم وبدأ في تطبيقها على مستويات عدة ومنها الفن..؟!
لذلك أتمنى من كل صاحب موهبة حقيقية أن يستغلها بشكل جيد بعيدًا عن مثل هذه الأساليب..
وأن يحسنوا الظن في جمهورهم وأنهم ليسوا في حاجة للتصريح في هذه الأمور فالتلميح أحيانًا كثيرة يكون له تأثير أقوى وكافي ويزيد..

قلم / جيهان علي