الخميس، 2 أبريل 2009
حكاية الأرملة التي تكتب الخطابات سراً..!!



"الأرملة تكتب الخطابات سرا" هو عنوان رواية الروائي المتميز طارق إمام الجديدة و التي صدرت عن دار العين
طارق إمام الذي فاجأنا العام الماضي برائعته "هدوء القتلة "الحائزة على جائزة ساويرس في الرواية ...يفاجئنا هذا العام بعمل لا يقل إبداعا و روعة عن العمل السابق
تبدأ أحداث الرواية بخطاب يلقى داخل غرفة نوم الأرملة المسنة "ملك" واستلقى بالقرب من جسدها النائم
كان خطابا ملتهبا كتبته يد شابة ووجهته بالنوايا الحسنة فقط لغرفة امرأة شاخت..
هاجمها هذا الخطاب في نوبة احتضارها السنوية ليقلب حياتها رأسا على عقب ويجعلها تبدأ رحلة بين الحقيقة و الخيال في عوالم طارق إمام للبحث عن ذاتها الحقيقية
"ملك " بطلة الرواية الأرملة المسنة التي تعيش وحيدة في مدينة صغيرة ويقع مسكنها بالقرب من المقابر مما يجعلها تعيش حالة خاصة من ترقب وانتظار الموت فهي تبحث عن مقبرة و تفكر كثيرا في مشهد موتها الذي بدا دائما قريبا منها وبدا لها مشهد موتها طريفا..
.نعشها يتحرك على أكتاف أربعة مراهقات و من خلفه قطعان التلميذات في الرداء المدرسي الموحد يحكين حكايتها التي لا يعرفها احد ويتضاحكن ..لا احد يعرفها سوى هؤلاء العاشقات البائسات
-تعمل "ملك"مدرسة للغة العربية
واتخذت من مهنتها المعلنة شكلا آخر و هو كتابة خطابات غرامية لمراهقات المدينة في الخفاء ليرسلنها إلى عشاقهن
بدأت "ملك" مهنتها الأخرى – كتابة الخطابات الغرامية – عندما وجدت بالصدفة خطابا نائما في كراسة فتاة قرأته مندهشة وأزعجها ركاكته وعباراته ولكي تتسلى بدأت تكتبه بالطريقة التي وجدتها مثالية ووضعته ثانية في كراسة الفتاة
ولم ينقض وقت طويل حتى كانت العدوى السرية تنتقل لكراسات أخرى والتواطؤ الخفي يتخذ شكل اتفاق معلن
تزوجت "ملك" من رجل لم تحبه أبدا ولم تكرها أيضا وهو من وجهة نظرها الأسوأ لذا قررت أن تكون أول نصيحة تهديها لفتاة..
هي "إذا فشلت في الزواج من رجل تحبيه تزوجي من رجل تكرهيه لكن إياك والزواج من رجل لا تحملين له أي مشاعر لان يوما ما سيأتي عليكى لتكتشفي انك لا تملكين في حياتك ما يصلح للتذكر"

تعيش "ملك" وسط عالم من الخطابات الغرامية وعدد محدود من الشخصيات
"رجاء"العاملة في مدرسة البنات التي تنظم مواعيد الدروس و تتكفل بمهمة تحصيل النقود من الفتيات أول كل شهر
تتحرك "رجاء" في البيت بحيوية و دون خجل ولم يزعج هذا "ملك" بقدر ما أزعجها فضولها للتعرف عليها بشكل أفضل
تنتهي علاقة "رجاء" بـ "ملك" بحادثة أخرى
الراهبة العجوز التي تدير المستوصف الموجود في الشارع الذي تسكنه "ملك"وتعتبر الراهبة – بشكل ما – صديقة "ملك " الوحيدة
ورغم ذلك كانتا تتفاديان الحديث في أمور شخصية
خفير المقابر الذي وكلته "ملك"في مهمة العثور على مقبرة لها في المقابر التي تقع بالقرب من بيتها
وهو لص صغير يقتسم الرشاوى مع موظفي المجلس المحلي يشبه قاطع طريق متقاعد وقد كان له فضل كبير في وضع حد لمعاناة"ملك" في النهاية
شبح زوجها الصائغ الذي يتحرك في شقتها كثيرا يفتش في كل شيء شاحب كالعتمة و لكن الذهب الذي يملأ جسده يلمع في الظلام
زوجها الذي اشتراها بالذهب وأخذها إلى المدينة الكبيرة وعاشت معه عشرون عاما دون إنجاب و بعد وفاته عادت إلى مدينتها الصغيرة لتموت فيها على حد قولها
يوجد حبيب قديم في حياة "ملك" هذا الحبيب قبل زواجها مباشرة أعاد لها خطاباتها وردت إليه كل خطاباته
وبعد الزواج اخفت "ملك" خطاباتها في قاع دولاب زواجها المعتم وقررت أنها لن تعود لقراءتها إلا بعد أن يموت الصائغ
يوجد أيضا طالباتها اللائي ام تعدن سوى أسماء لديها وهي لم تفرق بينهن أبدا بشكل حقيقي فكل واحدة بالنسبة لها عبارة عن حكاية تحكى كن بالنسبة لها مجرد مبرر للوجود فحسب قطيع عيون مندهشة و قلوب ترتجف
تعيش "ملك" وسط خطاباتها القديمة التي تتمنى أن تعيد صياغتها ولكنها تفشل في كل مرة لأنها لم تعد كما كانت أبدا
تحمل الأحداث مفاجأة كبيرة للأرملة المسنة "ملك" لتضع بذلك حد لرحلة بحثها عن ذاتها الحقيقية..

قلم / هبة خميس
5 Comments:
العزيزة هبة خميس
نورتى المجلة بكتاباتك
ومقالك مميز قوى
وقرأنا من خلاله ما بين سطور رواية طارق امام
وهذا هو تميز الناقد

وان شاء الله
الجاى افضل

هبة بجد المقال حلو جدا
وزي ما قلتلك انتي متميزة اوي في المقالات النقدية وفي رؤيتك للكتب..

المقال شدني اني اقرا الكتاب.. وهقراه ان شاء الله

وان شاء الله اشوفك قريب :)
نورتينا يا جميلة

Blogger هبة خميس said...
ماجد ابراهيم
بجد متشكرة قوي
هو انا بقيت ناقدة خلاص
هي الرواية فعلا جميلة قوي و ممتعة

Blogger هبة خميس said...
ايناس العسولة
انتي كمان المقال بتاعك جميل
طبعا لازم تقري الرواية
انشاء الله اشوفك قريب
سلام يا جميلة

Blogger هبة خميس said...
أزال المؤلف هذا التعليق.