الأحد، 19 أبريل 2009
لا يرون ولا يسمعون ولكنهم يثرثرون

كلما كانت هناك جلسة نقاشيه بين مجموعة وجاء الحديث عن أحوال البلاد والعباد في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمحاولة إيجاد حلول لمشاكل حالية تجد مناقشات كثيرة وأراء أكثر.. وهذا على كافة المستويات المختلفة من حوارات في الجلسات العادية أو الإعلامية وحتى على شبكات الإنترنت.. ومن ضمن هذه الآراء يوجد أراء ومقترحات جيدة وقد يؤدي تطبيقها إلى تطوير كبير في أحوال المجتمع .
ومن بعض عيوب هذه الآراء والمقترحات أن بعضها تنصب على عاتق الحكومة بشكل كبير جداً وليس على الأفراد.. ويعيب هذه الآراء واعتمادها على الحكومة – في رأيي – ليس فقط لأنها ألقت المسئولية عن كاهلها فقط..
ولكن السبب الأهم أن هذه الآراء تظل حبيسة أفواه تثرثر ولكنها تجد آذان تعي وعيون تتفهم من المسئولين عن تنفيذ هذه الاقتراحات.. أو أنها تصل لكن دون نقطة وصل بين ما في هذه الاقتراحات من صعوبات أو ما يعيق تنفيذها لعدم التواصل بين من يقترح هذه الاقتراحات وبين من بأيديهم تنفيذ هذه الاقتراحات فتجد فجوة كبيرة بين الطرفين فهم لا يسمعون بعضهم البعض ولا يرون بعضهم البعض ولكنهم يثرثرون بما لديهم كل منهم على حدا دون نقطة تماس..
حتى الاقتراحات القائمة على استغلال فئات الشعب المختلفة بكل فئاته خاصة جهود الشباب تجد أننا نضع أيدينا بشكل جيد جداً على المشكلات المرسخة في مجتمعاتنا والكل يعرف أن توضيح المرض واكتشاف مكمنه هو أول الطريق لاكتشاف العلاج فالشفاء بعد ذلك بتوفيق وإذن الله..

ولكن للأسف نحن نقف على اكتشاف المرض ووضع بعض النظريات دون محاولة لتطبيق هذه النظريات وتحويلها لعلاج عملي على المرض والمريض للخلاص من الآفة والعيش حياة صحية سليمة..

فتجد من يشتكي المرض ومن يسعى لاكتشاف سبب المرض ومن يضع بعض الحلول لهذا المرض ولكن كل طرف يعمل في اتجاه معاكس للآخر فكل طرف منعزل عن الآخر لا يسمعه ولا يراه.. ولكنه مازال يثرثر إما بالشكوى وإما بوضع نظريات لحل المشكلة..
مجرد ثرثرة لا تتحرك على أرض الواقع ننتفع بها ونحولها من ثرثرة بلا فائدة إلى حلول واقعية تطبق على أرض الحياة..
فنحن بحاجة إلى مد جسور التواصل بكل الأطراف لعلنا نتماثل الشفاء سريعاً..
وقد تكون هذه الكلمات أيضاً مجرد ثرثرة..
لا تضع حلاً لمشكلاتنا بكل أسف..

قلم / جيهان علي

التسميات: