السبت، 11 أبريل 2009
أنا اتسرقت..!!

طرقت عليّ الباب فيما بعد الساعة الثامنة والنصف صباحاً طرقا شديداً..
كنت أشعر به كحلم وأنا الذي خلدت للنوم في الخامسة صباحاً..
أي لم يمر على خلودي للنوم سوى أقل من أربع ساعات..
صحوت من نومي منزعجاً..
فتحت الباب لأجد صاحبة المنزل الذي نسكن به هي من على الباب..
قبل أن أسألها ماذا حدث قالت..: ماجد أنت سايب عجلتك من غير ما تربطها تحت..؟؟
فقلت لها لأ طبعاً..!!
فقالت وعلى استحياء شديد وخجل من الصدمة التي ستلقيها على رأسي..:
لقد سرقت عجلتك..!!
لم أتمالك نفسي ونظرت ليدي لأتأكد من أنني أحمل بها مفاتيحي ثم أغلقت الباب وهرولت إلى أسفل العمارة سابقاً صاحبة المنزل وأنا منتظر أن اصل للدور الأرضي لأجد عجلتي في موقعها وأن الأمر ليس إلا مجرد مزحة سخيفة..!!
ونزلت فوجدت موقع العجلة خاليا منها.. وبدأت أفيق على الصدمة..!!

وبعد سماع ما حدث من الجيران علمت.. أن هناك من انتظر فتح الباب صباحاً من أول شخص يخرج من العمارة وللقدر الغريب أول من خرج من العمارة كانت أمي والتي لم تغلق الباب الخارجي خلفها على اعتبار أن الساعة الثامنة صباحاً ولا حاجة لغلق الباب..
فالنهار طلع والناس رايحة وجاية..
وزي ما بيقولوا النهار له عنين..
لكن أمي لم تكن تعلم حينها أنها تمنح الحرامي فرصته التي يحتاجها لدخول بهو العمارة..وفعل فعلته تلك.. وأنها كانت تلقى نظرتها الأخيرة على دراجتي قبل أن تضيع بلا عودة..!!

فقد دخل ذلك اللص وكسر الجنزير المربوط به العجلة في الباب الحديدي للعمارة وخرج فارا بالعجلة لتراه إحدى السيدات في البيت المقابل ولأنها تعرف شكلي فقد نادت عليه أنت مين يا بنى عجلتك دي..؟؟
فقال لها اسكتي لأموتك..
فلم تجد ما تفعله سوى أن تنادي على صاحبة المنزل لتقوم بدورها بإيقاظي ناصحين لي أن اخرج للشارع بعدها وأنا لازالت نصف نائم.. لأبحث عنه لعلني أجده قبل أن يفر بعيدا..!!!!!!!
وكأنني لو وجدته فسوف يمنحني دراجتي مجدداً..!!!

بعدها انهالت النصائح عليّ ، من يقول لي ابلغ الشرطة ، وهم يدركون جيداً أنها لن تفعل شيء ولن تفعل شيء في زمن نعلم فيه جميعا أن الشرطة لا تفعل شيء فيه سوى ضرب وتعذيب المتظاهرين والمعتقلين بالطبع بالإضافة لتأمين مواكب المسئولين.. وهناك من قال لي إذهب إلي سوق الجمعة بمنطقة السيدة عائشة فهناك تباع الدراجات المسروقة..
وعلمت أنني لو وجدت عجلتي فسوف تباع لي بما لا يقل عن مائة وخمسون جنيه وربما أكثر فزادت حسرتي لأنني بالطبع ليس عندي استعداد لدفع هذا المبلغ الآن..

ما يهمني في تلك القصة وبعد مرور ثلاثة أيام على حدوثها هو ما آل إليها حال مصر من فقدان الأمن والآمان رغم ما تتغنى به الوسائل الإعلامية ليل نهار من أن مصر بلد الأمن والأمان..

فدراجتي تلك اشتريتها قبل 8 شهور لاستعملها في المشاوير القريبة وكنت أقيم حينها في حي شبرا – وهو مسقط رأسي بالمناسبة – ثم وبعد رحيلي إلى منطقة فيصل صرت استعملها في المشوار بين المنزل قرابة نهاية فيصل وحتى محطة مترو فيصل فلقد كانت بتهون عليا زحمة شارع فيصل اللانهائية فشارع فيصل في ليله ونهاره واقف والسبب ليس للكثافة المرورية التي تمر به وإنما ومن وجهة نظري بسبب الفوضى الذي يعانى منها الشارع في الانتظار بشكل مخالف للذوق قبل أن يكون القانون ووجود عدد من مناطق الدوران للخلف في مكان خاطئ إضافة إلى عدم وجود محاور رئيسية متفرعة منه أو أتيه له تهون ما به من كثافة مرورية..

وقد كنت اركب عجلتي – أو دراجتي سيان بقى – من البيت حتى محطة المترو فاقطع الطريق في حوالي ثلث ساعة في حين تقطعها وسائل المواصلات الأخرى فيما لا يقل عن أربعون أو 45 دقيقة..!!!
وكنت اربطها في الباب الحديد لمحطة المترو واسيبها طول النهار وأقول
"الله خير حافظا وهو ارحم الراحمين"
وأروح أقضى مشاويري فارجع ألاقيها زى ما هي
ولكن سبحان الله
لا تسرق من محطة المترو وتسرق من أسفل منزلي..!!
ولا اعرف هل حدث هذا ربما لأني منحت البيت قدسية أمان مفرطة
ولم أدعو الله أن يحفظها لي.. مثلما فعلت عند محطة المترو..؟؟
الله اعلم..

المهم أنني أرى أن مشكلة مصر الآن في مثل هذه الحوادث تعود إلى عدم تطبيق شريعة الله في الأرض.. نحن نقول أننا دولة إسلامية دستورها مستمد من الشريعة الإسلامية ومع ذلك لا نطبق أهم حدود الله..

فماذا لو طبق حد السارق بقطع يده.. هل سيسرق مرة أخرى وهل يجرأ احد على السرقة بعدها..
وقيسوا على الحدود كل أنواع الجرائم..
لكن ماذا فعلت السجون.. هل هي فعلا تأديب وإصلاح وتهذيب
ام صارت تهزئ وإفساد وإساءة للخلق..
وكيف يمكن فهم فلسفة حبس المواطن وحرمه من حريته على اعتبار أنها عقاب سيمنع جريمة..؟؟
لقد قرأت قديما لكاتبنا الكبير محمود السعدني في مقالاته بمجلة الشباب عندما كان يكتب مذكرات الولد الشقي في السجن قوله..
"إنني لم أجد في الكون اختراع حقير أحقر من اختراع الإنسان للسجن وسلب إنسان لآخر حريته فقط لآن احدهم يملك من القوة ما يفتقدها الآخر"

وبالفعل هو اختراع حقير ولم ترد عقوبة واحدة في القرآن الكريم بها حد من حرية الإنسان.. حتى ذكر السجن جاء في القرآن ذما وتحقيراً.. وأقرءوا سورة يوسف لتتأكدوا أن الله عز وجل ذم السجن في تلك الآيات..

وقد يقول لي البعض ما السعودية تطبق شرع الله فهل منع التطبيق الجرائم.. وخاصة انتشار الفاحشة..؟؟
وسأجيب ما يحدث في السعودية ليس تطبيق لشرع الله بل امتهان لشرع الله فقد وكل بتطبيق الشرع من هم ليسوا أهلا له..
فالقرآن ذكرا أن أعظم عقوبة في الجلد هي عقوبة الزاني وهي مائة جلدة ومع ذلك نحن نسمع اليوم عن جلد بالألف جلدة ويزيد سواء متواصلين أو على مراحل.. أي أقصى تعذيب خالي من أدنى درجات الرحمة.. فهل هذا هو شرع الله..؟؟

ولا أريد من كلماتي تلك سوى أن اهمس في أذن كل من سيقرأها أن الله عز وجل لم يشرع لنا إلا كل ما فيه مصلحتنا فقط إذا أحسنا تنفيذ هذا الشرع..
فيارب كل من يقرأ كلماتي تلك ويتولى منصب هام في المستقبل أن يتذكر تلك الكلمات ليسعى عن حق لتطبيق شرع الله في أرضه..

وليعوض الله عليّ ضياع دراجتي في وقت كنت في أمس الحاجة لوجودها..
وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن سرقها..
وعجبي من بلد صارت السرقة والنصب فيه فهلوة وشطارة..
وعجبي من بلد صرت تخشى أن تدخل فيه القسم..!!
حتى لا تتهم ظلما وعدوانا بما لم تفعل.. بعدما كان القسم قديما ملاذا للمظلومين فصار الآن خطرا يجب الابتعاد عنه..!!
وعجبي أن يقال لك عندما تتعرض للنصب..
"عفوا القانون لا يحمي المغفلين"
بينما صار القانون الآن يحمي النصابين..!!
فأي قانون هذا الذي لا يجلب لمظلوم حقه ويمنح الظالم حرية ليست من حقه..؟؟
حتما إنه قانون عاجز لا حاجة لنا بمثله..

فقط ادعوا الله أن يغير حال مصر.. في القريب العاجل
وأن ترحل عن بلدنا عصبة الفساد والإفساد..
وان تتغير أحوالنا فيتولى امرنا من هو أهل لتولي المسئولية
فيحكم بيننا بالعدل..

واعلم أنني أطلت عليكم.. لكنني من فرط صدمتي وجدتها فرصة لآن أتحدث عن جزء صغير من مشاهداتي التي تؤلمني لما وصل له حال مصر..!!!!!!!

قلم / ماجد إبراهيم

التسميات:

2 Comments:
Anonymous غير معرف said...
لما شفت صور العجلة بتاعتك على الفيسبوك كان نفسى أعرف إيه إللى حصل وأزاى اتسرقت..معلش بقى عوضك على ربنا:)



عجبتنى فكرة استخدامك للعجلة لتوفير وقت المواصلات وأنا شابفة إنها فكرة عملية جدا خصوصافى بلد زحمة زى مصر بس طبعا ده فى المشاوير القريبة ..لأنى فكرت مثلا لو أنا أستخدمت العجلة عشان أروح كليتى يبقى هنزل قبل المحاضرة بيوم عشان ألحق أوصل هههههه

تحياتى
زينب محمد

:) معلش يا ماجد بقى ربنا يعوض عليك

يا رب متكونش لسة زعلان