طبعا كلنا مع قدوم شهر رمضان في شهور الصيف ولا يزال سيفعلها أكثر في السنوات القادمة نتساءل جميعاً كيف نتغلب على متاعب الصوم في شهر رمضان..
فكيف نصوم بشكل صحيح وصحي؟ وما هي آداب الإفطار والسحور الصحيحة؟ وكيف نأكل في رمضان من دون أن يؤثر صيامنا على نشاطنا وحركتنا؟ وكيف يمكن أن يكون شهر رمضان فرصة لإنقاص الوزن وتحقيق الرشاقة؟
وتعالوا معنا في هذا الموضوع نقدم لكل نصائح أهل العلم في هذا الصدد..
أولا ... كيف نصوم رمضان بدون معاناة؟؟؟
لا شك أن هناك عدد من القواعد الأساسية التي تضمن لنا الصيام بدون معاناة، ومن أهمها الحرص على تناول الإفطار الصحي وأسلوب تناول الطعام، إلى جانب مكونات الوجبات.
والإفطار الصحي هو الذي يلبي متطلبات جسم الصائم من الطعام، ويتسق مع طبيعة الجهاز الهضمي المتأثرة بتغير نظام التغذية في رمضان، ويعين الصائم على الصوم بدون معاناة من الجوع والعطش والوهن والصداع.. ويساعده أيضاً على أداء العبادات والنوافل أثناء الليل..
ولتحقيق تلك الغاية، فإن الإفطار الصحي يجب أن يلبي متطلبات الجسم من العناصر الغذائية الضرورية مثل (السكر والماء) لأهم أعضاء الجسم الحيوية (المخ والجهاز العصبي)، ودفع الجوع، ويجب أن يكون هناك دوما وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور والتي يطلق عليها الغبقة والهدف منها استكمال الإفطار أي تحقيق بعض الشبع والتمتع بالطعام.. في حين أن الهدف من السحور هو تزويد الجسم بالماء والطعام الذي يحقق إشباعا ذا مفعول أطول نسبيا..
ثانيا... ما الأسلوب الأمثل لتناول الطعام في رمضان؟علينا أن نبدأ الإفطار بارتشاف الماء والسوائل والمشروبات، وليس تناولها بسرعة تجنبا للقيء وسوء الهضم والانتفاخ.. ولابد من مضغ الطعام جيدا ولزمن طويل، وتناوله على صورة لقيمات صغيرة.. لأن مراكز الشبع بالمخ تنشط خلال عشرين دقيقة من تناول الطعام، وهذا حتى تقي نفسك التخمة والسمنة وسوء الهضم..
ومن المفضل أن نبدأ الإفطار بتناول رطبات لتسعف المخ بالسكر والماء معا في زمن قياسي تأسيا بالرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم ولا نزيد طعاماً على الرطب، إنما نتوجه إلى أداء الصلاة لتسريع امتصاصه وتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام. كما يجب الحرص على تناول ثلاث وجبات وهي الفطور والغبقة والسحور، لأن ذلك يعد من حسن التغذية.
وحتى تستقيم وظائف الهضم ولا نتعرض لزيادة الوزن، فإن تناول الطعام بحد ذاته يعد نوعا من الرياضة الداخلية للجسم، يحرق أثناءها قدرا معتبرا من الطاقة، وهو ما يسمى بالتأثير الحراري للغذاء.. ومن الأفضل بدء الفطور بالحساء والمشروب الساخن الذي ينشط الجهاز الهضمي ويحرض الشهية على نحو مرغوب مع الاعتدال في تناول المشروبات خلال الوجبة وتجنب التخمة لأنها مسببة لمشكلات الهضم والسمنة، كما أنها تقعد الصائم عن الحركة وتجعله متكاسلا عن أداء العبادات لأن معظم الدورة الدموية حينها تتحول إلى الجهاز الهضمي..
ثالثا.... مكونات الوجبات....في الأغلب ينصح دوماً بتناول الحساء والشراب مع القليل من السلطة عند الفطور وذلك لسهولة ويسر هضمها، وتناول الوجبة الرئيسية بدون إفراط، على أن تؤجل الحلوى إلى الغبقة أو بعدها لتجنب سوء الهضم وعدم الإفراط في تناول الحلوى حتى لا تؤدي إلى السمنة..
رابعا... ما أهم الأعراض غير المريحة التي قد تصاحب الصائم خلال رمضان؟
أهمها يتمثل في الجوع والصداع والإمساك والفتور والكسل.. ويمكن التغلب على الجوع بالحرص على السحور وتأخير تناوله لقبيل آذان الفجر قدر المستطاع، كما يمكن التغلب على العطش بتناول الكفاية من الماء بين الفطور والسحور إلى جانب تناول الأغذية الغنية بالماء كجزء أساسي في الوجبات كالسلطة.. مع الحد من تناول الأغذية الغنية بالملح التي تزيد من حاجة الجسم للماء وتزيد من العطش كالمخللات والأجبان المالحة..
كما أن الإكثار من تناول الأغذية والمشروبات الغنية بالسكر يزيد من حاجة الجسم للماء وقد تؤدي إلى الإسهال.. وكذلك يؤدي الإفراط في تناول اللحوم والأسماك والدجاج إلى أن يستخدم الجسم مخزونه المائي للتخلص من المركبات السامة ...
خامسا.... ما الذي يسبب الصداع لدى الصائم؟؟؟واحد من أهم أسباب الصداع أثناء الصيام هو الإمساك المزمن أو ارتفاع ضغط الدم أو انخفاض أو نقص السكر أو إدمان القهوة والشاي..
ويعالج الإمساك بتحسين مكونات الوجبات من ناحية النوعية، وذلك بتناول الخضار والسلطة والفواكه المختلفة والطازجة ..
سادسا.....ما الذي يؤدي إلي الإحساس بالإرهاق والكسل..؟؟غالبا ما يعود الإحساس بالإرهاق والكسل إلى قلة النوم واضطرابه أو إلى التخمة بسبب امتلاء المعدة بالطعام أو إلى عدم تناول السحور مما يؤدي إلى الإحساس بالجوع والضغط كما قد يكون انخفاض ضغط الدم سببا في ذلك...
سابعا.... ما هي أهم النصائح التي تقدم للذين يعانون من السمنة للاستفادة من الصوم بالحصول على جسم صحي أكثر نحافة؟يعد شهر رمضان فرصة عظيمة جداً لبدء نهج مختلف في التغذية يساعد على تصحيح وزن الجسم.. فهو شهر العبادات والتقرب إلى الله، فتدخل النفس السكينة والتوازن والاستقرار.. فلا تكون هناك حاجة للنهم والشراهة القسرية الناتجة عن الضغوط والإجهاد، وهذا أمر مهم لتصحيح وظائف الشهية..
كما أن نمط الأكل المحدد في الفطور والغبقة والسحور ينظم الهضم والشهية وكذلك انشغال العقل والقلب بالعبادات والقربى إلى الله والتسابق في ذلك يصحح الشهية ويزيد من معدل حرق الطاقة وينأى بالشخص عن الإفراط في الطعام كي يؤدي العبادات... والإسراف في الطعام هو المسبب الدائم لكل الإمراض والمهلك الأساسي للصحة..
لذلك يعد شهر رمضان فرصة هامة لتقليل تناول الطعام وخاصة الأطعمة التي تكثر بها الدهون والسكريات.. مما يساهم في تخفيض وزن الجسم كثيراً..
ثامناً ... لماذا يشعر الصائم بالكسل بعد الإفطار.. كيف نحول رمضان إلى شهر نشاط وحركة..؟؟غالبا ما يعقب وجبة الإفطار قدر من الحاجة إلى الاسترخاء لان الدم يغادر أطراف الجسم والمخ متوجها إلى العضو المحتاج إلى تغذية وهي المعدة والجهاز الهضمي، فيغالب الإنسان الكسل وربما الإغفاء... ويستغرق ذلك نحو نصف الساعة ويزيد عليه كلما أسرف الإنسان في تناول الطعام ولذلك يفضل دائما الاعتدال في تناول الطعام فهو السبيل لعدم الوقوع فريسة للكسل والإغفاء فنحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع..
تاسعاً ... ما هي آداب الإفطار والسحور الصحية؟؟....- خير آداب الإفطار والسحور هو الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وذلك بالحرص على تعجيل الافطار على قليل من التمرات أو الرطب أو الماء ثم القيام لصلاة المغرب لتهيئة الجسم للهضم ثم استكمال الفطور والاهتمام بالاعتدال في الطعام والشراب.
كذلك الحرص على تأخير السحور إلي ما قبيل صلاة الفجر ومن يدرك الفجر عليه أن يؤدي صلاة الفجر وهناك حديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن الله جل جلاله يتجلى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ليجيب الداعي إذا دعاه ويجيب المضطر وهو وقت عظيم فما أحب أن يؤدي الإنسان الطاعة لله وقت السحور..
والسحور يعتبر الوجبة التي يرتكز عليها جسم الصائم في تكوين رصيد من الطاقة المسعفة لخلايا المخ والأعصاب بالتغذية أثناء نهار الصوم وتروية الجسم بالماء الضروري لتحمل الصوم..
وأعاننا الله وإياكم على الصوم وتقبل الله منا ومنكم
وكل عام وأنتم بخير
منقول بتصرف