مشهد رقم 1 كلاكيت أول مره
بينما تعلو أمواج البحر وكأنه يصرخ من أعماقه بصوت رغم قوته إلا أنه مغلف بحنان هي وحدها التي تشعر به , ويترنم البحر بكلمات هي قادرة علي ترجمتها لمعاني تسعدها وتعيد لها براءتها من جديد .
كانت تنظر له باشتياق ولهفة لم تشعر بها من قبل , وهو أيضاً كان يناديها بأمواجه ويحتضنها بهدوئه ..علي الجانب الأخر كان رفيقها يحاول إسعادها , وكانت في عيناه الحيرة ولكن الابتسامة لم تفارق وجهه .مع ارتفاع الموج تصرخ كالطفلة وتقول : " بص بص الله علي البحر ..بص شوف الموجه دي " ..كان رده مختصر ولكنه مفيد ومعبر فكلاً منهما صديق للبحر ولكن لكلاً منهما تفسير مختلف لأمواجه .
وعندما وصلت للبحر , وأصبحت تقف أمامه وجهاً لوجه في مقابله كانت تتمناها منذ وقت طويل وكأنها تحلم بمقابلة عشيقها ..تركت لخيالها العنان بجواره , وقالت في صمت كل ما تكنه بداخلها ...كان الرفيق بجوارها تشعر به ولكن البحر يمتلكها ويغمرها بعشقه وحنانه ..رفيقها لم يسمع صمتها ورغم ذلك كان هذا يسعدها كثيراً لأنها تعشق كونها غامضة لا يفهمها ســـــواه
" البحر "
بجوارهما رجلاً في الأربعين من العمر ... يقف ناظراً للبحر في شموخ , أحد قدميه علي الأرض والأخرى مرفوعة علي الصخر ..يحمل هاتفه المحمول الذي يخرج من بين ملفاته ألحان وأغاني متنوعة ولكنها تشترك في بعض المعاني اَلا وهي : معني الذكري , التحدي والقوه
كان ينظر للبحر في ثورته وارتفاع أمواجه المتزايد وكأنه يقول :
" يلا مستني ردك مش قادر أتحمل الذكري رغم أني عايش فيها وبها , لكن إيه الفايدة ؟.بحبك في صمتك العالي ..ماحدش سامعني غيرك قولي أعمل إيه ؟ أستمر في اللي أنا فيه ولا أرجع ؟ "
كان قوياً للغاية وظل ينصت للبحر الذي لم يخذل أحداً قط .
وعلي الجانب الأخر كان هناك شاب في أواخر العشرينات جلس علي صخره أمام البحر مباشرة ..الصمت كان يحيط به من كل جانب وكأنه وحده بالفعل ..جلس ورفع أحد قدميه ووضع يداه عليها , وجلس يحدث البحر بعيناه وكأنه فنان يرسم العمر القادم بين أمواج البحر يسمع حركات أصدافه وحديث أسماكه . و.كأن البحر ملهمه .
وفجأة زادت صرخات البحر وارتفعت أمواجه ..كان يرد علي كل من يناديه كلاً حسب مطلبه , ..كان يتنفس عندما تعلوا أمواجه حينها تشعر بشهيقه وزفيره وكأن بين ضلعيه قلب ينبض بالفعل ..تعلو أمواجه لتغمر الصخور وتحتضنها ..وتزداد أنفاسه في الظهور كلما أرتفع موجه لا يراها سوي من سمح له هو بذلك كلاً حسب مكانته في قلبه
عندما تفسر معاني كلماته تشعر بالكثير حينها : اللوم والعتاب والثورة والكبرياء والغموض والفرح والهجر والغضب
تأتي الأمواج لتلك الصخور في اشتياق لا يوصف تغمرها وكأنها تعاني من غربة سلبتها كل ما هو جميل .
وبينما الوضع في قمته تأتي بجوار الفتاه ورفيقها عائله نوبية من بينهم طفلة صغيره لا تتعدى الـ 3 سنوات أبويها يبتسمان ويلتقطان العديد والعديد من الصور , ولكن عيناها لم يكن فيهما سوي الخوف الذي لا يضاهيه شيء وظل السؤال في عيناها وهي تنظر للبحر :
ما هذا الكائن الثائر ؟ أينعم أخشاه ولكني أجهله وأرغب في اختراقه لأتعرف على هويته ولما هو غاضب هكذا ..لذا رغم خوفي سأظل أنظر إليه
كان سمارها لؤلؤة تلمع وسط الأمواج ..ترتجف رعباً ولكنها مصره علي النظر إليه فهو يجذبها ويأسرها كما أسر كل من حولها.. تنظر وتنظر , والخوف يعلو وأمواج البحر ترتفع , والطفلة تمسك وبشده في ذراع والدها تبهرك عيناها حقاً عندما تراها تتحدث في صمت لا يقهر .
وتظل الفتاه العاشقة تحدث البحر في حوار طال في صمت رهيب قالت الكثير والكثير مما لديها دون أن تتوقف لحظه عن الحديث , وبدوره قام البحر بسماعها وأجاب بعض سؤالها ولكنه فجأة طلب منها الرحيل فقررت هي ورفيقها القيام بشيء يضيع الوقت ثم تعود مره أخري لتكمل حديثها معه ...قال الرفيق :
نعم إنها السينما
وبالفعل ذهبا معاً وعندما دخلا صالة العرض وجلسا معاً
حدثت المفاجأة
cut
وللحديث بقيه
قلم / ناهد سمير
التسميات: قصص قصيرة