السبت، 28 فبراير 2009
صوت المرأة ليس بعورة..!! - مقالات

لا شك أننا جميعا نسمع من يقول أن صوت المرأة عوره وأنها لا يصح لها رفع صوتها أبدا وهناك من يرى ويغلظ هذا الحكم فيجعله لا يصح للمرأة أن تتكلم إلا في وجود زوجها أو احد أقاربها فقط ولا تنطق بأي كلام أمام أي شخص أجنبي عنها أي غريب عنها ..
لكن الحقيقة التي يؤكدها لنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في أخر ما كتب عن أشياء نؤمن بها ونصدقها دون أن نعرف صدقها من خطأها وجمعاها في كتاب تحت عنوان كنوز من السنة هي تلك الحقيقة التي يحمل عنوان الموضوع اسمها وهى أن صوت المرأة ليس بعورة ..
والمؤسف أن الكثيرين منا يتكلمون في أمور فقهية دون أن يكون لهم أدنى علاقة بها أو درسوا أي شيء عن الفقه وكما يقول الشيخ محمد الغزالي هناك من يشتغل بالأمور الفقهية وبصيرتهم مصابة بالحوّل الذي يشكو منه مرضى العيون حيث يرون الحديث الضعيف ويعتمدون عليه ويغفلون عن الحديث المتواتر أو يتبعون المتشابه وينسون المحكم ..!!
وقد ينسون الكتاب والسنة جميعا ويحكمون بالعرف الشائع .. وإذا كثر هؤلاء المصابون بالحول في الفقه الإسلامي فمصير الأمة كلها إلى ضياع ..
فالمتزمتين يرون أن صوت المرأة عوره وقد ناقش احد المتشددين الشيخ محمد الغزالي في ذلك وقد وصفه الشيخ الغزالي بالأحمق لغرابة فكره وأسلوبه حيث اعتبر أن صوت المرأة عوره وأصر على ذلك فقال له الشيخ محمد الغزالي :
وكيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فقال له وما علاقة المرأة بالمعروف والمنكر ؟؟!! ورغم تعجب الشيخ إلا انه اثر ألا يرد إلا بالقرآن فقال له لقد أسس القرآن الكريم هذه العلاقة بقوله ..:
(( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) الآية 71 سورة التوبة ..
ثم يستطرد الشيخ الغزالي شارحا من أين جاء هذا القول بقوله ..
إن القول بان صوت المرأة عوره مروى عن "بولس" في رسائله بالعهد الجديد والتي يوجهها إلى أهل كورنثورس في الإصحاح الرابع عشر – 34 والتي يقول فيها ( لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا ....... )
وبولس قد جاء بهذا الحكم من عنده وإلا كيف أرسل سيدنا شعيب ابنته تستقدم سيدنا موسى لأبيها قائلة له ..
(( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ))
وقد لبى موسى طلبها وذهب معها لوالدها ((فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ ))
والواقع المؤكد انه لا احد يستطيع أن يذكر نص الحديث الذي يقول فيه الرسول أن صوت المرأة عوره ولا من راويه ولا متى قاله وفي أي مناسبة ..؟؟ وهذا لأن أمر هذا القول ولا نقول الحديث مشكوك فيه أصلا كما أكد شيخنا الجليل ..
لان لو كان صوت المرأة عورة ما كان يسمح الرسول للخنساء أن تقول شعرا خاصة أثناء الغزوات لحث المؤمنين على القتال ..
وما سمح للجاريتين التي جلبتهم السيدة عائشة رضي الله عنها للغناء في بيت رسول الله في أيام العيد حين دخل أبو بكر غاضبا وظن أن هذا من المحرمات وقد غفل الرسول عن ذلك فقال له الرسول دعهم يا أبا بكر .. وتضيف بعض الروايات قوله اليوم عيد ..
وأخيرا كيف يعم الله المؤمنين في قوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم ينفى الرسول هذا ؟؟ ..إن كان قد قال هذا ..
وهذا هو الحول بعينه في عقول المتزمتين والمتشددين ..
والذي ندعو الناس جميعا لان تبصره لتفرق بين الغث والثمين في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

هدانا الله وإياكم جميعا

قلم / ماجد إبراهيم

التسميات: