السبت، 21 فبراير 2009
إني أطير - قصة قصيرة


كنت قد وقفت على سطح منزلي وأنا انظر إلى الطيور في أعلى السماء طائره محلقة لا تعلم ما يدور على الأرض وما يفعله البشر مع بعضهم البعض فكنت كلما ضاق بي الحال اصعد إلى سطح منزلي وانظر إلى الطيور وأشعر كأنني طير منهم لا اعلم شيء أو اشعر بشيء..
فأنا الآن حره في كل ما يدور في ذهني كم أتمنى أن أطير ولكن سرعان ما يأتي أخي ليقول لي إن أبى يريدني فأشعر كأنني اسقط من السماء إلى الأرض فما أقصى هذه اللحظة التي تجعلني أتألم .

كم احسد الطيور على حالها وكم اعشقها وأتمنى أن أكون منها , فأذهب مسرعه إلي أبى الذي يقول لي بغضب "كلما اسأل عنك يقولون لي على سطح المنزل ألا يوجد غير السطح لماذا لا تخرجي..؟؟ اذهبي إلى أي مكان يمكن..........................."
ويصمت فجأة كي لا يجرح مشاعري ولكني اعلم ما يقصده كان يريد أن يقول يمكن تلاقي عريس لأني في نظرهم ونظر المجتمع كله (عانس) فلقد بلغت ال30 منذ عامين ولكنني لا أرى ذلك , فأنا متخرجة من أحسن الجامعات واعمل في منصب يحسدني عليه كل من يعرفني ولكن لا أحد يعرف سبب عدم زواجي ولا أختي ,لآن كلما حدثت مشكله بيني وبينهم أو مجرد زواج أحد الأقارب يذكراني بكم العرسان الذين تقدموا لي ولكن سرعان ما ارفضهم دون أي تفكير..
ولكن أبى لا يعلم تجربه الحب التي مررت بها وكم تألمت هذه الفترة من حياتي فكل من يراني يقول أنى مليئة بالحب ولكن الحب الذي بداخلي منعني من حسن الاختيار صدقت الحب الذي جاءني من دون تفكير.

فأنا دائما ابحث عن الحب وكنت أحاول التأقلم مع الحب الذي جاءنى على أمل أن يكون حب العمر فتعلقت به كثيرا وتمنيته كزوج لي ولكن الحب انهار وضاع.. لا يهم الأسباب الآن, ولكني شعرت بجرح كبير فى قلبي ولم يعد بقلبي أي مكان لأي حبيب مهما كان أفضل في كل شيء وليس لسوء صفاته ولكن لعدم مقدرتي على مبادلته الحب وعدم مقدرتي على إعطائه الثقة وكان لابد أن أتأنى في اختياري ولا أتعلق بأي حب يظهر في حياتي.
ولكن هذه التجربة أضاعت منى إحساسي بالثقة بنفسي , ففي الماضي كنت سعيدة جدا سعيدة بنفسي وبحياتي وراضيه عنها.

ويا ليت أبى يشعر بكل ما لدى ويا ليتني أستطيع أن اخبر احد بما في قلبي من وحده وغربه...
وفجأة سمعت صوت أبى ينادى على"إيمان......إيمان"
فذهبت مسرعه إليه لقد شعرت من صوته بقلق شديد من نبره صوته وعندما ذهبت وجدته كان يبحث عنى منذ فتره وكنت كعادتي على سطح المنزل فسألني إذا كنت سأذهب إلى أي مكان اليوم فقلت له"لا أظن ذلك"
فطلب منى أن ارتدى ملابس جديدة وإذا لم يكن لدى اذهب لاشترى ملابس جديدة لان هناك من سوف يأتي لزيارتنا اليوم وعلى الفور فهمت مغزى كلامه أن اليوم سيأتي عريس جديد لي.. ولم اعرف ماذا أقول أو ماذا افعل ورحت اصرخ وأقول لن أتزوج.. لن أتزوج..

وصعدت إلى السطح لأفكر وأخذت أفكر هل ما افعله صحيح ام خطأ.. فأنا وجدت أن الزواج ليس كل شيء في الحياة ولكن أمي غرست في نفسي منذ صغري أن حياه البنت لا قيمه لها إلا بالزواج فهي من جعلتني ابحث عن الحب لا ليس عن الحب بل عن العريس المناسب وليس الشخص الذي أحبه واعشقه والمناسب لي لم تعلمني اختيار من يناسبني..
لذلك قررت أنني سوف اشغل وقتي بمستقبلي وإذا وجدت الرجل الذي يغير تفكيري ويجعلني أنسى الإحساس بالمرار وعدم الثقة سوف ارتبط به فورا..
ولكن بعد أن اشعر بالراحة في حياتي .
ووقفت انظر للطيور ولأول مرة ألاحظ كيف يهتم الوليفين من الطيور ببعضهم البعض وعرفت أن مشاعري بدأت تشفى وتمنيت أن يأتي إليّ الوليف الذي يهتم بي مثل الطيور وتمنيت أن أطير.
وفجأة شعرت .. بـ...............

ما هذا فأنا الآن أطير ..أطير..أطير........................إني أطير

قصة / نهى عبد العزيز

التسميات:

4 Comments:
Blogger Noha Abdel aziz said...
يا رب القصه تعجبكوا ده اول حاجه تتنشر ليه واتمنى توصلنى اراء تشجعنى وياريت تقولوا رائكوا بصراحه

نهى
بجد القصة معناها جميل جدا جدا بجد
و نهايتها فيها احساس عالي اوي
بس كان ممكن توضحي أكتر الحبيب عمل ايه فيها بالظبط عشان تاخد موقف من الجواز كدة؟؟
و كمان تكتبي اكتر عن احساسها لما شافت الطير بيداعب وليفه..

بس بجد فكرة القصة جميلة جدا ومعناها رائع
واضح ان ليكي أفكار متميزة
ربنا يوفقك يا رب و تطيري و توصلي بعيييييد :))
زي بطلة قصتك..
لك أرق تحياتي

انتى موهبة جميلة يا نهى
وقلمك حساس قوى..
استمرى وان شاء الله
هتلاقى نجاح كبير في انتظارك

Blogger Noha Abdel aziz said...
متشكره جدا يا ماجد عمرى ما هنسى تعليقك الجميل ده انت وايناس ويارب اكون عند حسن ظنكم