السبت، 14 فبراير 2009
في نظرية أن تكون مياس..!!
من يومياتي المتعبة – الحلقة الأولي

في نظرية أن تكون مياس..!!

قلم / ماجد إبراهيم

هل للحب مواصفات عالمية ومقاييس دولية محددة يجب أن يسير عليها الواحد مننا طبقا لكتالوج الحب كي ينال إعجاب فتاة تثير إعجابه أم أن ابسط التعبيرات التلقائية البسيطة يمكن أن تفعل نفس فعل معسول الكلام في لفت أنظار بنات حواء..
والحقيقة أنني أسأل هذا السؤال بعدما خضت عدد محترم أو ربما غير محترم من المحاولات الفاشلة للفت أنظار فتيات أعجبت بهن.. ثبت لي من خلالها نظرية هامة لن تقل أهمية عن نظرية فيثاغورس أو حتى قوانين نيوتن للجاذبية.. مع فارق التشبيه هنا حيث أن القوانين التي اكتشفتها أنا هي للجاذبية العاطفية..

فقد أدركت بعد تلك المحاولات من الممارسات العاطفية الفاشلة حقيقة هامة مؤداها أن الفتيات يحبون معسول الكلام بأفضل من الكلام الجاد حتى لو كان هذا الكلام مجرد كذب وتجميل لواقع ربما ليس حقيقي..
فهم يفضلون كلمات الغزل عن كلمات الاحترام ولو كان غزل مبالغ فيه ويهيمون عشقا لمن يخدعهم في وصف محاسنهم ويتيمون غراماً بمن يوعد بأكثر مما يفي..
بل ربما اخلف الحبيب وعده كان اقرب لقلب الفتاة منه إذا وفى بوعده..
وكأن بنات حواء يهيمون شوقا فيمن يخدعهم ونصب لهم فخاخ الحب الوهمي..
بينما يكون متخذ أكثر الطرق استقامة لقلوبهم واد قفل ما لوش في اللون..!!

والحكايات التي تكشف انخداع الفتيات على أيدي شباب عابثين ووقوعهن فريسة لذئاب العواطف ما أكثرها وربما يكون الشاهد على هذا كورنيش النيل على امتداده والحدائق المشهورة بأنها حدائق العشاق كالأسماك أولا ثم الأورمان ثانيا وما يمنعش الحيوانات بالمرة.. وتبقى ثالثاً..
فحتما سيادتك وسيادتي بالطبع.. عندما تذهب بكم أرجلكم إلى حيث تلك الأماكن لابد وأن تشاهدون فيها عدد هائل المحبين كلهم مع بعضهم اثنين.. اثنين منهم من سيطر الانسجام على قلوبهن ربما لأن اللقاء الذي يجمعهم هو الأول.. ومنهم من تجدهم مشتتين فينظر الشاب لكل فتاة تمر إلى جواره رغم وجود فتاته أمامه أو تنظر هي لكل شاب يمر إلى جوارها رغم أن فتاها أمامها.. وهذا لأنهم غالبا قد تقابلوا كثيرا ووصلت عواطفهم إلي مرحلة عدم الانسجام الناتجة عن التشبع بحب وهمي يفتقد الصدق .. فهم غالباً يمثلون على أنفسهم الحب قبل أن يمثلوه على غيرهم ..
ثم نجد الصنف الثالث وهم المتشاجرين بعد اكتشاف الخداع وربما هم فئة قليلة.. لكن ليس بسبب قلة الخداع.. ولكن لآن العادة جرت على أن نجعل الناس ترانا ونحن نحب ولا يرونا ونحن نتشاجر..!!

ولآن لكل قاعدة استثناء إلا أن الاستثناء هنا حالات نادرة وقليلة جداً وأشبه بمن يبحث عن الديناصورات في القرن الواحد والعشرين فلا يجدها إلا في كتب التاريخ الطبيعي أو كمن يؤكد أنه رأي الجن الأزرق فتكتشف أنه مدمن مشاهدة مسلسل ألف ليلة وليلة..
فكم من الفتيات لا يستهويهم سماع معسول الكلام.. ولا يبحثون عنه بين معشر الشباب..؟؟ والحقيقة أنني أكاد أجزم أنهم قلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.. لكنهم مختفون في زحام الحياة ومشاغلها لا يظهرون ولا يتقابلون مع الناس لأنهم كارهين للخداع والنفاق..
لذلك يعتبر البحث عنهم كالبحث عن الإبرة في كوم القش.. فحتما الإبرة موجودة بس فين اللي يصبر على البحث عنها في كوم القش..!!

والحقيقة أنني ولفشلي المتكرر في الحديث مع الفتيات بنظام الإزاحة وهى اقصر طريق مستقيم بين نقطتين لمن لا يزال يتذكر فيزياء الصف الأول الثانوي..
فقد قررت أن استعمل أسلوب الطريق الدائري مع الفتيات واعبث بعقول ومشاعر البعض منهن ولو على سبيل التجربة كأنني دكتور في معمل العواطف.. لأرى ما ستكون عليه النتيجة..؟؟
وربما أسجل كشف علمي .. عفوا كشف عاطفي باسمي..!!
وقد فعلت وجاءت النتيجة مدهشة وتفوق كل التوقعات التي منحتها لي المعطيات وبمراحل.. فمجرد استخدام معسول الكلام مع الفتيات جعلهن يهمن شوقا في ثم وباستخدام أسلوب الذئاب بدأت استخدم أسلوب التنفيض والطناش مع البعض فجاءت النتيجة اشد دهشة فهن من صرن يبحثن عنى ويسألن عن غيابي..
والأدهى والأمر حينما بدأت أوعد واخلف واغضب في وجه كل من أردت إيهامها بحب ليس حقيقي فقد أصبحت الواحدة من هؤلاء أكثر تعلقا بي..
وكأنني كلما صرت بغيضا كذابا منافقا صرت اقرب لقلبها وكلما كنت صادقا محبا مخلصا صرت ابعد عن قلوبهن..!!
وهنا .. وهنا فقط تأكد لي صدق تلك النظرية التي ربما لم يعلنها احد قبلي لكنها واقعية منذ زمن كبير وربما منذ مئات السنين وهى أن الفتيات أو أكثرهن لأجل الدقة يملن لمن يخدعهم ولمن يقدم لهم وعود زائفة وأحلام وردية لا تتحقق..
وكأن الحب لا يكون ولا يصلح إلا بلوعة الفراق وعذاب الاشتياق..
وربما الشعور بلوعة الفراق وعذاب الاشتياق شيء محمود لكن أن يبنى على كذب وخداع فتلك هي الكارثة .. لكنها كارثة واقعية..

لذلك أعلنها وبكل صراحة .. كن مياس تكسب قلب فتاتك ..
اخدعها وقل لها ما ليس فيها من محاسن ..
أوعدها وأخلف وعدك .. طنشها ولا ترد على تليفوناتها..
اغضب في وجهها واتركها في الشارع وحدها تلهث خلفك..
فكلما فعلت هذا كنت ميس وامتلكت قلبها..
وهذه الكلمات ليست للذئاب العاطفيون فهم يعلمونها جيدا وربما يعلمون ما هو أكثر منها لكنها لمن هم طيبون وصرحاء ..
لكن يؤسفني أن أقول لكم أن هذه النظرية بقدر ما أثبتت صحتها بقدر ما هي مثل الأدوية الجديدة التي لم تختبر بعد فهي غير مضمونة الآثار الجانبية..

فكل ما يندرج تحت نظرية أن تكون مياس سيكسبك قلب فتاتك.. لكنها لا يضمن لك مستقبلا هانئا..
وهنا فقط أحيلك للذئاب العاطفيون الذين يتسلون بالفتيات ويلعبون بمشاعرهم وعواطفهم ويخرجون معهم وربما ينالون ما هو أكثر من ذلك ثم إذا قرروا الزواج لا تجدهم يتزوجون بمن خرجوا معهم وضحكوا على عقولهم بل يبحثون عن من ترفض مجرد فكرة الجلوس معهم دون وجود رابط رسمي..
يعنى من الأخر مكوشين على كله ... المتساهلين.. والملتزمين..
فماذا انتم فاعلون يا أيها الطيبون..؟؟
القرار قراركم..

ونلتقي في حلقة أخرى قريباً..

التسميات:

2 Comments:
Blogger د/عرفه said...
انا مش معاك ماجد
انا مش بعرف انافق
بس معاك ان ممكن توصل مشاعرك من غير متكلم من مجرد تعبيراتك ومن تصرفاتك

وبالتوفيق لمجلتكم

اهلا بيك يا دكتور عرفة في المجلة
وانا مش بالضرورة متبنى نفس الرأى اللى أنا كاتبه ..
أنت زى ما أنت شايف ده مقال ساخر
وهو سلسلة من الحلقات الساخرة ليس أكثر ..
وتحياتى لك