السبت، 21 فبراير 2009
أوباما.. وحرية الاختيار - مقالات
عندما تولى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما رسميا مقاليد الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة قريبة وأنا لا تفارقني صور ومشاهد لحظات إعلان فوزه في الانتخابات..
كانت ساعات مهمة يترقبها الكثير من المصريين عبر شاشات التلفاز.. و مع أنها كانت في وقت متأخر جدا من الليل.. و مع أنها ساعات ربما تكون نتيجتها لا تهم بعضا من الناس، إلا أنها بالتأكيد كانت تهم البعض الآخر..
إنها اللحظات التي أعلنت فيها فوز باراك أوباما بالانتخابات الأمريكية... في الواقع عندما رأيت تلك المشاهد لم أفكر في تأثير تلك النتيجة على المستقبل السياسي أو الاقتصادي لمصر والدول الأخرى.. سواء بالسلب أو بالإيجاب.. و لم أجلس لأتكهن ملامح الوجه الآخر الذي سوف يظهر به أوباما ريثما تختفي نشوة الانتصار..
الحقيقة أن الذي اعتراني شعور من نوع آخر.. واعتقد اعتقادا متواضع أنه شعور اعترى كثيرا من المصريين في ذلك الوقت..
لقد شعرت بالغيرة...
عندما نظرت إلى تلك الوجوه الأمريكية باختلاف أجناسها وألوانها وأعمارها وفئاتها من المجتمع التي كانت واضحة من مظهرها الخارجي.. عندما نظرت إليها وجدت أكثر من تعبير .. كلها تشير إلى معنى واحد...
وجها سادته أسنان بيضاء ظهرت شديدة النصاعة داخل ذلك الوجه شديد السواد.. ، وجه آخر لسيدة عجوز ترقرقت الدموع في عينيها من شدة الفرح..، و وجه لشاب تمتلئ عينيه بالثقة والفخر.. ووجه طفل غمره الإحساس بالأمان المنبثق من وجوه أبويه..
والكثير من الوجوه الأخرى التي تأرجحت تعبيرها ما بين ابتسامات ودموع وفخر وثقة...
الحقيقة أن كل ما شعرت به حينها هو نوع من الغيرة الممزوجة بالتمني.. تمنيت أن أرى مشهدا كهذا في بلدي.. أن أرى وجوها كهذه تثق في المستقبل.. وفي الحكومة.. وفي النزاهة... وليست ثقتها الوحيدة في نتيجة الانتخابات التي سيعترف بها قريبا في كتب التاريخ كعجيبة من عجائب الدنيا التي لم تعد سبع وهي بلا مناقشة نتيجة (99،9%)
تمنيت ألا تمتلئ المعتقلات في مصر عقب كل انتخابات بمعارضين تلك الانتخابات وألا تمتلئ مقرات أمن الدولة بالشباب والشابات أو تمتلئ مكاتبها بأسمائهم لمجرد أنهم فكروا في قول رأي أو اعتراض على وضع، وبالطبع تلقوا التهديد والوعيد قبل أن تعبر تلك الأفكار أسوار أدمغتهم...
لقد تمنيت أن أرى ابتسامة حقيقية.. سعادة حقيقية.. واطمئنان حقيقي...
وأنني لازلت أتمنى ولو مرة.. أن أرى أي شيء حقيقي خالي من أي خوف أو رياء..
ولازلت أتمنى للانتخابات القادمة أن تسير ولو مرة بمبدأ النزاهة .. وليس بمبدأ
( راح أبو أحمد.. ربنا يخلي لنا أحمد)

قلم / إيناس حليم

التسميات:

4 Comments:
Blogger osama yousef said...
رغم انكي لم تضيفي شيئا كخبر الا ان اضافاتك الاخري واضحة في ابداء وجهة نظرك
واذكر
عندما سألو جدة اوباما ماذا تتوقعين من حفيدك ان يفعله خدمة لبلدك الافريقية قالت
انه امريكي انتخبه الامريكيون لخدمتهم وليس لخدمة احد اخر
اما بالنسبة لما تتمنين وهو ان يحدث شيئ مماثل في بلادنا انا اتوقع ان يحدث ولكن بعد فترة طويلة
ولكني واثق انه سيحدث ان شاء الله
الموضوع جيد خاصة وصفك حالة الثقة التي اعترت الامريكين
تحياتي
osama

أسامة
شكرا جزيلا لمرورك و رأيك
أما أنا فأتمنى :) لكني لا أتوقع حدوث ذلك بعد فترة طويلة أو قصيرة :)
لست متشائمة و لكني واقعية بعض الشيئ

عموما شرفتنا بمرورك و نتمناك زائر دائم للمجلة

مقال جميل يا ايناس
انا عن نفسي ما تنعودتش احكم على الناس من قبل ما اشوفهم واتعامل معاهم
يعني اوباما رغم ان الجميع تفائل بوجوده وقدومه وبعض العرب كذلك
الا أنني لم أبدِ رأيي لسبب
اني لم أرَ اوباما من قبل لم ارى كيف يتصرف في الأزمات كل ما سمعناه منه هو بعض كلمات وكيف سيواجه الأزمات
انما بالنسبة للمنظر العام في أميركا وقت الانتخابات بجد كلنا نتمني انه يحصل في دولنا العربية وليست مصر فقط
اينعم هو حلم بعيد المنال وصعب تحقيقه الا انه ليس مستحيلا
ربنا يديني ويديكي ويدي الجميع طولة العمر اننا نشوف حاجة كويسة في دولنا العربية

أستاذ كريم..
من بقك لباب السما :))

شكرا جزيلا لتعليقك