
قلم / سارة الاسكافي
أيام زمان في العصر الذهبي للسينما المصرية أيام الأبيض والأسود كان الحبيب يثبت حبه لمحبوبته بطرق رومانسية قديما عرفتها وقدمتها الأفلام المصرية بشكل جميل فيها وصف لمعاناة الحبيب حتى يرى حبيبه أو حتى يظفر بنظرة منه
كأن يأتي لها تحت الشرفة او الشباك ويلقى لها بالورود وكان من الممكن ان يتكرر هذا كل يوم حتى تشعر بحبه لها ومدى تضحيته من اجلها حينما يعرف والدها او اخيها بالامر ليكون النهاية اما القتل او الزواج بالاكراه او يأتي للغناء إذا استنفذ ما يملكه من اموال فى الورود التى يلقيها اليها يوميا
ولا يجب أن ننسى عذاب الفنان الكبير محمد عبد المطلب الذي يعد من اكبر الشواهد لحالة الحب الملتهبة هذه حينما قال..
"ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين..وعشان انول كل الرضا يوماتى اروحله مرتين من السيدة لسيدنا الحسين"
وفى الربع الأخير من القرن العشرين فى عصر الالوان والفيديو كليب بدأت الناس بالانشغال والاهتمام بالاعمال اكثر من الحب والرومانسية بالرغم من انه كان عصر انفتاحى اكثر من عصر الابيض والاسود بتاع زمان فأصبح وقت العمل متساوي تقريبا مع وقت الحب والرومانسية بالنسبة للمحبين الذين كانوا يتفانون فى العمل من اجل الحصول على مايكفيهم لاتمام الزواج بمن يحبونهم وكانت الهدايا فى هذا الزمن عبارة عن هدايا بسيطة ترمز للحب بين الشخصين ولا اتذكر شاهد لهذا العصر
اما منذ نهاية القرن العشرين وفى يوم الرابع عشر من فبراير تحديدا يتحول العالم من عصر الالوان الى العصر الاحمر هذا اللون الذى طالما ارتبط بالثورات والحروب والدماء والشهادة
تحول اللون الأحمر بقدرة الله إلى رمز الحب الاوحد حتى يكاد يرتديه كل البشر في هذا اليوم خصوصا معشر الشباب.. فمن يرى الشباب وقد ارتدوا اللون الاحمر يظنوا في بداية الأمر أن الحكومة قد امرت باعدام كل شباب البلد أو أن هناك بركان ثائر يلقى بحممه فى جميع انحاء مصر حينما يلاحظ ايضا ان الكافيتريات والمحلات والسنترالات حتى الصيدليات قد انقلبت الوانها الى اللون الاحمر الا لو كان يحمل نية طيبة لظن انه عيد الاحتفال بالشهداء.. الا انه لا يلبث ان يعى الامر حينما يرى مايحمله كل فرد منهم من هدايا مغلفة باغلفة حمراء ايضا وبعض الglittor الذى يعد من لوازم (الرومانسية المروشنه) نسبة الى شباب مصر (الروش) فيعرف انه فى عيد الحب أو الفلانتين داي ذلك اليوم الذى لم يعلم احد حتى الان كيف دخل البلاد العربية وانتشر بهذه السرعة القوية فالكل يعرف أن الحب لا يحتاج لا زمان ولا مكان معين للتعبير عنه بهدية او بكلام الا انه من الواضح ان الشباب الروش لا يعترف بهذا المبدا فى هذا العصر نظرا لكل ما تمر به البلد من ازمات فحينما طلب الشعب توفير وظائف لحل مشكلة البطالة قام الشباب بتوفير مشاعرهم وحبهم لحين يوم الحب وكأن باقي السنة إجازة لا يصلح فيها تبادل الهدايا او مايعبر عن مشاعر الحبيبين فيما بينهم وبين بعض.
إلا أن عيد الحب قد ارتبط بالهدية عند الكثيرين وان لم يحضر الحبيب لحبيبته هدية اصبح بخيل وشحيح لايصلح وتتركه وتبحث عن غيره ليأتي لها بهدية فى عيد الحب والشاب كذلك إن لم تأتى فتاته بهدية اليه في يوم عيد الحب غضب واعتبر أنها أصبحت تطمع فيه وفى هداياه ولم تفكر ان تحضر له هدية مثلما احضر لها هو هدية دفع فيها كل مايملكه ليكون امامها الشاب المناسب الذى لايحرمها من شئ وهو فى الاصل قد دخل فى جمعية مع اصدقاءه من قبلها بعام ليوفروا ثمن الهدايا وكلما كانت الهدية اكبر كلما كانت احسن وكلما كان الحبيب كريم و(اللي معاه مش ليه) كانت أكثر حبا له.
وقديما كانت الوردة تعبر عن الحب بكل معانيه ولغتها تصل الى القلوب بدون صوت او همس, أما الآن فقد أصبحت الوردة الواحدة لا تكفى .فهى لا تكفى فى ايصال المشاعر ولا تكفى ايضا لتفليس الجيوب , ففى الايام العادية يصل ثمن الوردة الى 50 قرشا الا فى هذا اليوم الذي يبالغ الباعة في رفع أسعارها حتى تصل إلي مبلغ خمسة جنيهات أو أكثر ليصل اقل بوكيه الى 40 جنيها .
كما ظهرت أيضا محلات متخصصة فى بيع هدايا عيد الحب فقط وقد سمعت مؤخرا انه من الممكن ان يتصل بها الحبيب تليفونيا ليبلغها بطلبه وهم يهتمون به ويرسلون الهدية الى العنوان المطلوب ليوفروا وقتهم وجهدهم ومن المؤكد ان الهدية يكون لونها احمر..
ولقد تمنيت أن تقف إبداعات الهدايا الحمراء الى هذا الحد حتى لا اصاب بالحمى بسبب هذا اللون النارى المعروف بانه لايريح اعصاب العين الا اننى اثناء تصفحى لعالم الانترنت اكتشفت ان هناك مواقع متخصصة فى كيفية الاحتفال بالفلانتين داي وما هي الهدايا المناسبة لهذا اليوم وبعض الطرق التى تنجيك من ان تكون فى موقف محرج امام حبيبتك وانت لا تملك ما يكفيك من مال لشراء الهدية فهى توفر بعض الطرق العملية لبعض الهدايا الحمراء غير المكلفة ..!!
وقد سمعت من إحدى صديقاتي انه في إحدى الدول العربية يرتدى الشباب والشابات قميصا عريضا ذو فتحتين فى الراس حيث يرتدياه سويا فى نفس الوقت وفتحة واحدة لكل يد واحدة ليد الشاب والاخرى ليد الفتاة ويمشى الشاب والفتاة متلاصقين لبعضهما البعض ومن المفترض ان يمثل هذا عندهم قمة المحبة الا انهم ذكرونى بالتوأم الملتصق الذى لايستطيعا التحرر من بعضهما البعض ..!!
وما أريد لفت النظر إليه هو أن اللون الأحمر ارتبط رياضيا بالنادي الأهلي منذ زمن طويل وبشبكة فودفون منذ زمن قريب ولذلك يكرهه جمهور الزمالك الاثنين الأهلي وفودفون .. لدرجة أنى أرى بعض المتعصبين من جماهير الزمالك قد الغى من حياته اللون الاحمر فى كل شئ حتى انه يمنع نفسه أن يكتب بقلم لونه احمر.
إذن... فالحل الوحيد للقضاء على هذا العيد أو على اللون الأحمر به على اقل تقدير هو أن نلفت نظر كل مشجعى نادى الزمالك المبجل إلي أن اللون الأحمر وصمة عار في تاريخ إخلاصهم لناديهم الحبيب وبالتالى فالاحتفال بهذا العيد غير انه مثير بلونه الأحمر القاني فهو خيانة شرعية لنادى الزمالك وبذلك نقلل من عدد المحتفلين بهذا العيد الناري.. الأحمراوي..
ولا اييييه..!!!
التسميات: مقالات
والبداية عجبتني وخاصة استشهادك بأغنية محمد عبد المطلب وخاصة أنها لخير دليل على الحب قديما
ولكن أرى أن الحب سيظل حبا مهما اختلفت الأزمان ومهما توالت الأجيال
والحمد لله رغم زملكاويتي المعروفة إلا انني لم ارتدِ يوما الزي الأحمر في عيد الحب
لأن الحب في القلب مش باللبس
تقبلي تحياتي
رغم انها ما كانتش في نحلم زمان
بس هى صاحبة قلم رشيق ولا شك