الخميس، 12 مارس 2009
الغرفة 1408 تحيكم

الخيال والواقع.... لغز كبير ومحير أختلف حوله البشر منذ قديم الأزل.... تمر عليك لحظات لا تعرف إن كانت واقع أم خيال , وتظل تسأل نفسك هل ما أراه واقع أم وهم نسخته بخيالي الذي ذهب بعيدا رغما عني ؟

فالخيال أحيانا يصبح جزء من الواقع الذي لا نرغب في رؤياه ولكن القدر يرغمنا علي ذلك بطريقه غير مباشره أينعم يرغمنا علي رؤياه ...فالدواء لتقلع عن هذه الحيرة ...بين الواقع والخيال هو العقل والحكمة , والبصيرة قبل البصر ....

ها إلي أين ذهبت ؟ ..لا بل أبقي معي إنها مجرد غرفه سندخلها سويا وكل منا سيستكشفها , ويتعلم ما لم يتعلمه من قبل !! هل أنت مستعد ؟؟

إذن لنبدأ ..............

البطل في هذا الفيلم هو " مايكل أنسلين " كاتب شهير لقصص الرعب والأماكن المخيفة والأشباح التي تقطنها , ولكنه في داخله غير مقتنع بهذه القصص التي تسخر من العقل كما يقول... كاتب يخيفك في سطوره التي تقرأها ويبعث لك أيضا برسالة طوال الوقت أن هذه الأماكن والأشياء التي يطلقون عليها أشباح لا وجود لها... واثق بنفسه بشكل يبهرك , منفصل عن زوجته وماتت ابنته "كيتي" بمرض لم يكن له دواء ولكن ..........

في ظل بحثه عن الأماكن المريبة التي يدعون أنها مليئة بالأشباح ويشوبها الرعب والفزع وجد شيئا ما ليتطرق له في كتابه القادم ألا وهو فندق "الدولفين" الغرفة 1408 وهنا لنا وقفه..............

وبالفعل وبكل ثقة قام بالاتصال ليحجز الغرفة ليعش التجربة بنفسه كمان أعتاد ليثبت للجميع أن الأشباح وهم لابد أن نطرده من أذهاننا , ولكن المفاجأة أن يرد عليه مدير الفندق " فينت " ليقل له أن الغرفة غير متاحه فيلح البطل ويصر المدير أنها غير متاحه مما يبعث داخل مايكل الفضول و القلق ...فيفعل كل ما يستطيع ليقطن في الغرفة ولو لليلة واحده وتراه عندما وصل للفندق ويتحدث مع المدير بكل ثقة تبهرك فهو كاتب واثق من قدراته وعقله بشكل رائع .

حوار قوي دار بينهما وتفاوض بين عقل وعقل آخر تستخدم فيه كل الحيل لتقنع الطرف الآخر أن يتحول من النقيض للنقيض بكل هدوء وثقه وفي النهاية يكسب مايكل التفاوض ويربح ليله في الغرفة وأيضا مشروب من المدير فينت وهنا تبدأ المغامرة و...
هل أنت مستعد ؟

غرفه عاديه كما تظهر في البداية ..بها العديد من الصور كلا منها تحكي قصه وموقف غامض وكأنها تتحدث بلا صوت فضجيجها يقتل بالفعل وصفها مايكل بشكل ساخر في البداية ولكنه فيما بعد عانى منها بشكل مخيف ....وهناك ساعة إلي جوار السرير تعمل وحدها وشكلها مخيف بعض الشيء وفجأة تبدأ الصدمة ............يسمع أصوات غريبة ويعتقد أنه أصبح ثمل وأن المشروب به شيء ما وضعه له المدير ليجعله يخرج من الغرفة , ولكن الأمر يزداد سؤ فهو يدخل الحمام مره ثانية ولكن الأمر غريب فقد دخله من قبل وأخذ بعض المناديل وعندما دخله مره ثانيه شعر وكأنه لم يدخله من قبل فكل شيء كما هو لم يتحرك.. ووجد من يرحب به دون أن يراه ووضع له قطعه من الشيكولاته علي سريره فبدأت هنا الرحلة... هل أنا في واقع أم خيال ووهم أم كابوس لن أتمكن من الاستيقاظ منه ؟؟؟؟..
وتشتد الأمور ويري أشباح لأشخاص تقتل نفسها خوفا من الغرفة وأبواب تغلق ولا تفتح مجددا وشخص يراقبه وأشباح تتظاهر أنها هو لتزيد من خوفه وتوتره ولكن قمة المعاناة هنا عندما يمر شريط ذكرياته أمام عينيه وكأنه واقع ملموس بين يديه ها هي زوجته وابنته قبل وفاتها ومعانتهما مع المرض يراها ويشعر بالذنب ويبكي وكأنه طفل صغير لا يجد من يرتمي في أحضانه .......

وتزداد الحيرة ويسخط علي الوضع ويثور .. ولكنه قالها لنفسه عندما حدثها عبر المسجل الذي لم يفارقه قط " تماسك يا مايكل ..تماسك " وبدأ المنزل ينهار من حوله وعندما أراد الانتقام من الصور الموجودة بالغرفة كانت ترد الانتقام بانتقام أشد منه والجو من الحر الشديد للبرد القارص حتى كاد يتجمد ..ولكن الأمل جاء من جديد فزوجته تحدثه عبر الإيميل وتقول أنها أتيه لتنقذه وسرعان ما ينقطع الأمل فالغرفة تتلاعب به وبمشاعره ويحدثه المدير فجأة ويقول له : أنت من أختار الغرفة مايكل أنت من أختار ...فيثور ثورة بالغة ولكنه يسمع صوت أشتاق إليه أنها هي نعم هي ابنته كيتي تقول له :

" أبي اشتقت إليك ...فهل تحبني ؟ " عندما تسمعها تهتز في داخلك ولكنه يرد عليها ويقول لا أنتي وهم لست كيتي فتقترب أكثر وأكثر حتى ترتمي في أحضانه فيغلبه الشوق ويقول نعم أحبك اشتاقت إليك وسأفعل كل ما بوسعي لنظل معا وفجأة ...تسقط من بين يديه فهي ميتة بالفعل ولكن الغرفة تتلاعب به وبشريط ذكرياته وهنا كان القرار........

قالها محدثا الغرفة : " لقد عشت حياه رجل أناني ولكن الآن عندما أرحل لن أترككم بل سأأخذكم معي وهنا يقصد الأشباح وقام بحرق الغرفة بأكملها .. كانت تحترق وهو بداخلها جالسا يبتسم ابتسامه غريبة ولها ألف معني تخيفك وتبهرك في الوقت ذاته جالس يسمع أصوات الأشباح وكأنها تستغيث , ويرد عليها رد المنتقم الذي يشمت في عدوه الذي أذاقه العذاب ..

وينجو مايكل ويعود لزوجته وقرر البعد عن مخاطبة الأشباح علي الورق مرة ثانية ..بعد أن تأكد من وجودها ..ولكن صوت ابنته كان علي المسجل الذي لم يفارقه قط ولم تتمكن النيران من التهامه وكانت زوجته تريد التخلص منه ولكنه رفض , فعندما أداره وسمع صوت ابنته كان في حالة سكون وشجن ..أما زوجته سقط ما كان بيديها من الصدمة وعيناها غمرتها الدموع وكأنها تقول أهذه ابنتي ؟ هل هذا واقع أم خيال؟ وتشعر وكأن قلبها توقف عن النبض ...ويختتم الفيلم بكلمه تقال بثقة بالغة من فينت مدير فندق الدولفين عندما قال : well done ..مايكل

فهل الأمر يحتاج لصدمة بهذا الشكل لنغير وجهة نظرنا عن بعض الأمور..؟
هل نحتاج الخوض في قصه بهذا الشكل المبهر والمؤلم لنعيد النظر في بعض الأمور من جديد ؟؟

قلم / ناهد سمير

التسميات: