- هل تتبع دين جديد..؟؟
- لا يا خفّة ، أنا اللي مش فاهم انتو تبع أنهي دين أساسا..؟؟
- يا لك من مارق زنديق ، أنت ماجسوي على فكرة...
- ماجوسك ؟ هع هع هع
أرجمووووه

هذا حوار عادي تماما يمكن أن يدور بيني وبين زملائي في العمل ، أي عمل ، وكل عمل ، وكل مجلس وعلى المقهى وعلى المدونة وعلى الفيس بوك ، الموضوع ببساطة أنني لم أعد أفهم كيف يفكر السواد الأعظم من المسلمين في بلدي ، إما أنهم أتبعوا دينا جديدا أو أنا الذي فعلت ، إليكم بعض الأمثلة التي يهمني معرفة رأيكم حولها .
القرآن
ما أعرفه على حد علمي المحدود أن القرآن هو كتاب مقدس ، يحوي نصوصا مقدسة لها قدسيتها التي تستوجب في حالة قراءتها أن نستمع لها بخشوع ، لا أفهم كيف تحول القرآن إلى تمائم وتعاويذ وأسلوب فريد من إزعاج الآخرين ، في وسائل المواصلات لاحظت موضة جديدة وهي تشغيل القرآن بصوت عالي على الموبايل ، يفعل ذلك أحد الركاب دائما ، وهو التطور الطبيعي لظاهرة تلاوة القرآن بصوت عالي بالمواصلات فيما قبل ربما بسبب ظهر جيلا بأكمله لا يعرف قراءة اللغة العربية بشكل سليم ، هناك من ينام خمس ساعات يوميا أو أقل ويريد استكمال نومه بالأوتوبيس المكيف مثلي ، وهناك من يتحدث بالموبايل ، وهناك من هو غير مسلم ، وهناك من يراجع دروسه قبل الامتحان ، هؤلاء من حقهم بعض الهدوء ولا أعتقد أن هناك من يختلف معي في ذلك ، أما الباقيين فمنهم من يقرأ الجريدة أو يتشاجر مع السائق أو يتأمل في أجساد طالبات جامعة عين شمس أو يمسك بيد خطيبته \ صاحبته \ رفيقته وربما يختلس بعض القبلات ، إذن ما هو السر في تشغيل القرآن بصوت عالي ؟ ولمن يتم ذلك ؟ وهل يعتقد فاعل ذلك أنه يكسب ثوابا ؟ هذا السؤال تحديدا ليس من صلاحياتي الإجابة عليه ولكن في اعتقادي الشخصي أنها إهانة للقرآن والله أعلم .
أصل إلى العمل فأجد زميل لي يشغل القرآن بصوت عالي على الكمبيوتر المحمول ، وحينما أطلب منه خفض الصوت ينظر لي باعتباري زنديقا أو على أقل تقدير يسألني : أنت مسيحي ؟ ، يا سيدي هو عشان بقولك عاوز أشتغل أبقى مسيحي ؟ ده على اعتبار إن المسيحيين بس اللي بيشتغلوا والمسلمين لأ ؟ يقول لي ما تشتغل ! أقول له ما هو يا أشتغل يا أسمع قرآن ، يقول لي دي بركة للمكان عشان ربنا يفتحها علينا .
هذه هي ، هذا ما كنت أقصده ، تحويل القرآن إلى تعاويذ ، شيء ما يجب أن يتلى بالمكان كي تحل عليه البركة ، سواء استمعت له أو لم تستمع ، سواء فهمته أو لم تفهمه . لسبب ما اعتبر هذا وثنية .
الكارثة الحقيقة هو أنني حينما أصمت على مضض وأحاول التركيز في العمل أجده يتحدث معي بعد دقائق عن بت مزة جامدة آخر حاجة شافها امبارح في حفلة ويستطرد في وصف جسدها ورغبته في النوم معها ، كل هذا والقرآن يتلى على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ! هذا يثير جنوني صراحة

الحجاب
البادي الكارينا أتاح للجميع ارتداء كل شيء ، يمكن للفتاة أن تمشي بالشارع بقميص النوم طالما أنها ترتدي بادي كارينا تحته باعتباره يغطي كل جسدها ، بادي كارينا من وجهة نظري هو طلاء للجسد ، جسد عاري تماما مصبوغ بالبمبي أو الأبيض أو الفوشيا ، ولكن الأخطر من ذلك هي موضة الحجاب على الجيبة فوق الركبة ، ربما ترتدي الفتاة حذاء البوت أو شراب فيليه أو لا شيء أساسا ، حجاب من فوق وجيبة قصيرة من تحت وعلى رأي المثل : يقطع من هنا ويوصل من هنا ، بغض النظر عن موضوع الحجاب في حد ذاته فأنا لا أطيق التناقض فهو يسبب لي صداعا ، ولا أطيق شيء لا أفهمه ، كذلك الحال مع المنتقبات ، رأيت أكثر من منتقبة ترتدي عباية ضيقة للغاية ، عباية تحشر جسدها بداخلها ومرصعة بالترتر ، لا يظهر منها سوى العينين وبالرغم من ذلك تصبغهما بكل الأصباغ والألوان الممكنة ، هذا أيضا لا أفهمه ، ما هو دافعها في الانتقاب إذن ؟

السواك
وبصفتي طبيب أسنان أقول أن السواك لا يمكن وضعه مع فرشة الأسنان والمعجون تحت تصنيف واحد فالفرق شاسع ولا مجال للمقارنة ، فرشاة الأسنان هي الأداة العصرية المستخدمة لتنظيف الأسنان ، فلماذا السواك ؟ هل السواك مقدس ؟ هل هو عبادة ؟ هل ينتمي إلى الدين من قريب أو بعيد ؟ هل أسناني ستنظف ببركة السواك أكثر من استخدامي للفرشاة ؟ هل ثواب الصلاة بفم نظيف بفعل الفرشاة والمعجون أقل من حالة تنظيفه بالسواك ؟

ما قصدت أن أقوله من خلال الأمثلة السابقة هو التالي
ما الهدف من القرآن ؟ الاستماع إليه وفهمه ؟ أم تشغيله بصوت عالي لإزعاج الآخرين ولتحل البركة بالمكان ولا يهم ما يمكن فعله أو قوله على خلفية تلاوة القرآن كصوت ، هل القرآن صوت أم كلمات ؟ هل هذا دين جديد لا أعرفه ؟
ما الهدف من الحجاب إن كان فرضا كما يقولون ؟ هل هو تغطية الشعر أم الاحتشام وعدم الابتذال ؟
قل لي أرجوك ، هل السواك سنّة ؟ أم تنظيف الأسنان هو السنّة ؟ هذه نقطة مهمة جدا ؟
هل الخمر حرام ؟ أم غياب العقل هو المحرّم ؟
هل التلفاز حرام ؟ أم العري الذي يعرض عليه هو المحرّم ؟
هل السكين حرام ؟ أم القتل به هو المحرّم ؟
من وجهة نظري كشخص مسلم ، وأنا لست فقيها ولا داعيا ولا شيخا ، أن الخمر ليس حراما في حد ذاته ، الموضوع أعمق من ذلك ، الحرام هو تناول أي شيء من شأنه أن يغيب عقلك فيتسبب في إقدامك على أفعال مدمرة لمن حولك ، كما يتسبب في عجزك التام أو الجزئي عن أداء العبادات ، والقاعدة تقول أن القليل منه أيضا حرام ، وربما كانت الحكمة في ذلك سد الطريق تماما لأنك لو بدأت بالقليل فستصل للكثير فيما بعد..
إذن الخمر حرام والحشيش حرام والبانجو حرام والهيروين والمورفين والماريجوانا وشم الكلّه وشم أصابع قدميك إن كان ذلك من شانه أن يغيب عقلك . أنا اعرف من يحشش ولا يقرب الخمر لأن الحشيش لم يرد ذكره بالقرآن !
هل السواك سنّة ؟ إطلاقا ، المسواك شيء غير مقدس ومن حقي أن أتهكم عليه كيفما أشاء دون أن أخشى لومة لائم ، السنة هي نظافة الفم ، تنظفها بسواك بفرشاة بجن أزرق المهم أن تنظف فمك .
الحجاب فرض ؟ حتى وإن كان فرضا ، الحجاب ليس فرض ولكنه الاحتشام ، أن تصل الفتاة إلى مبدأ الاحتشام في حد ذاته ، بحجاب ، بجلابية ، بطاقية ، ببرنيطة ، بملابس فضفاضة ، بملابس بسيطة ، بملابس غير لافتة وفقا لمجتمعها وبيئتها هذا هو المطلوب كما اعتقد والله أعلم ، أما التمسك بالحجاب من فوق وميني جيب من تحت فهذه ازدواجية
أعتقد أنها لو خلعت الحجاب وغطت به أفخاذها سيكون هذا ألطف وأصح وأجمل أيضا .
إذن من منا ينتمي إلى الدين الجديد ؟ أنا أم هم ؟
أنا أفكر وأحاول معرفة الهدف وراء تعاليم الدين ، وهم يطبقون المراسم ويعاملون القرآن باعتباره تمائم والمصحف باعتباره طوطم والمسواك باعتباره صنم ، أما الصلاة فلا يهم أن تنهى عن فحشاء أو منكر بل ربما تؤدي صلاتك وتسب الدين لزميلك في العمل عادي جدا خالص وفقا لدينهم الجديد .

قلم د/ أشرف حمدي