
يطل علينا الكاتب المتميز "محمد هشام عبيه" هذا العام 2009 بكتابه "الحالة ميم" الذي يعد علامة من علامات الأدب الساخر..
ومن جديد يؤكد لنا أن الكتابة الساخرة صعبة حينما يستخدمها الكاتب كسلاح يحارب به عيوب المجتمع و حينما يتعامل مع سخريته بجدية وهذا ما جعل كتابه مميز جدا
الكتاب مقسم إلى 5 أجزاء وهي تقسيمة مختلفة عن تقسيمة كتابيه السابقين "الإنسان أصله جوافة " و "عزيزي 999"
الجزء الأول "في البني آدميين"
وفيه يتغلغل الكاتب إلي أعماق الناس بنفس بأسلوبه الساخر السلس ليظهر لنا نموذج مثل "مصطفى عز الدين" الشاب الصعيدي المتمسك بقضيته
و"الحاج عربي" المتسامح دينيا..
وينتقل الكاتب إلى "جيران الهنا" الذي ابتلي بهم ليوضح لنا صفة من أهم صفات الإنسان وهي الفضول ثم يتناول مشاعره وهو وحيدا "في الضلمة"
أما الجزء الثاني فيحمل عنوان "في الزوايا و الأمكنة"
ويتجلى فيه براعة الكاتب في وصف الأماكن وهو لا يكتفي بالوصف فقط وإنما يستعرض تاريخها والأحداث التي مرت على المكان ليصنع لنا كيانا "رائعا" له ملمس وشكل ورائحة
ويقدم الكاتب من خلال هذا الجزء نموذجان لمجمع الأديان المصري
النموذج الأول في حي مصر القديمة حيث يتجاور مسجد عمرو بن العاص مع كنيسة مارجرجس و الكنيسة المعلقة وبالقرب منهم يوجد معبد بن عزرا اليهودي
أما النموذج الثاني في منطقة الكوربة في حي مصر الجديدة حيث يوجد المعبد اليهودي فيتالي ماجار و كنيسة البازيليك الضخمة والتي يقع خلفها مسجد حفيظة الألفي..
أما الجزء الثالث فيحمل عنوان "في الأشياء"
ويتناول فيه الكاتب الأشياء التي تؤثر في حياة المصريين مثل المحمول الذي أصبح يمثل مصدر دخل وفرص عمل للكثير من المصريين والذي كان سببا "أيضا" في تغيير سلوكيات عدد من المصريين إلى الأفضل وأحيانا "الأسوأ"
ويعرض الكاتب تاريخ المحمول في السينما والأفلام التي كان المحمول البطل فيها وعماد الأحداث..
ثم يعرض الكاتب الخمسة أشياء التي يحبها المصريون و منها الجنس والسخرية
والخمسة أشياء التي يكرهها المصريون مثل الحكومة والزحمة
ثم يأتي الجزء الرابع حاملاً عنوان "على شوية خيال"
ويستعين الكاتب فيه ببعض من كلمات وخطب وأحداث حقيقية ويوظفها في نسيج خيالي وسيناريو آخر للإحداث
ففي مقال "الحوار الأخير بين نجيب محفوظ وأبطاله"
يجتمع نجيب محفوظ بأبطال رواياته في حوار يبحثون فيه عن سبب ضياع الأمة وسبل إنقاذها
وهذا الحوار اقتبسه الكاتب من مجموعة الأعمال الروائية للكاتب العالمي الرائع
أما في مقال "فيما لو كان عبد الناصر حيا" فيضع الكاتب أجوبة للسؤال الأبدي وهو..
ماذا لو؟
ويقول ماذا لو عاش عبد الناصر؟
ويتخيل الكاتب بعض الأحداث التي مرت على مصر وكيف كان يمكن أن يغيرها عبد الناصر إذا كان حياً..
وقد استعان الكاتب بأجزاء من خطب الرئيس الراحل في مناسبات مختلفة وردت على لسانه وغير فقط في بعض أسماء الدول
ثم يأتي الجزء الخامس والأخير "في النيل والأهرامات"
ويعود الكاتب فيه لأسلوبه الساخر في تناول القضايا المهمة والفساد – سواء كان فساد النفس أو فساد النظام – فيتكلم عن استفزاز الإعلانات و في مقال آخر عن الحمير التي أصبحت على مائدة المصريين..
ثم يتناول حالة السلبية – الحالة ميم – التي أصابت عدد كبير من المصريين
أما أكثر مقال جذبني في هذا الجزء فهو مقال بعنوان"جمعية كارهي إناث الماعز"
وجاء هذا المقال ليؤكد لي مقولة احد الزملاء بان الدين الإسلامي يدمره أتباعه لا أعداؤه
وقصة المقال هي أن هناك خبر انتشر عن أن بعض رجال القاعدة في العراق قاموا بقتل إناث الماعز لان أعضائها التناسلية غير مغطاة..!!
ورغم طرافة الخبر إلا انه يجعلك تتساءل في فزع "هو فيه كده..؟؟"
ويختم الكاتب كتابه بدعاء المواطنين الغلابة على كل مسئول كبير ويجعلنا نقول معه من كل قلوبنا و في سرنا آآآآآمين.
قلم / هبة محمود خميس
و عرض شيق جدا للكتاب
و شكلى حشتريه
فعلا فيه تشويق فظيع لقراءة الرواية
تحياتي لاسلوب عرضك الرائع والممتع
لفت نظرى من اول سطرين قرأتهم لها
وأتمنى تكون واحدة من اهم محررى نحلم باذن الله
ويكفى أن صاحب الكتاب قد اشاد بمقالها جداً
الكتاب حلو فعلا
لازم تشتريه
ايناس حليم
شكرا ليكي على الكلام الحلو دة
تحياتي ليكي
ماجد ابراهيم
انشاء الله اكون معاكم
شكرا بجد على الاشادة بالمقال