من يومياتي المتعبة – 5
وهم اسمه الحب..!!
الجزء الأول
هل يمكن لأحد من حضراتكم أن يحب حد تاني دون أن يراه..؟؟
طبعا السؤال ده عجيب وغريب ومريب لان الإجابة المتوقعة له منكم هي مستحيل طبعاً.. باعتبار أن الحب لا ينشئ إلا بنظرة ثم بابتسامة ثم بلقاء.. لكن الحقيقة أن فكرة أن يحب الإنسان شخص لم يراه.. أراها قائمة إذا توفرت فيها بعض الشروط .. ليس من دونها القصة التي سأرويها لكم في السطور بعد التالية..!!
فمنذ سنوات ليست بالكثيرة وقبل انتشار استخدام الشباب للانترنت كان هناك عادة وهواية اسمها المراسلة عبر البريد العادي ومن يتذكر أو مارس هذه الهواية فحتما سيعرف أنه كانت هناك العديد من المطبوعات الشبابية أو حتى الفنية تحرص على وجود باب للمراسلة فيها.. وقد كنت أنا الموقع أدناه أو أعلاه أو حسب ما هتلاقى اسمي واحد ممن خاضوا تجربة المراسلة عبر تلك المجلات وحظيت بنشر اسمي في أكثر من مطبوعة تحت بند من هواة المراسلة وتلقيت العديد من الرسائل من العديد من الأصدقاء ومنهم فتاة أثارت إعجابي برقة كلامها وفصاحة لسانها ورجاحة عقلها فوقعت في هواها أو هوى شخصيتها التي وجدت أنها شخصية مميزة وقبل أن أراها وهنا.. وهنا فقط أجد مبرر لوقوع الحب بين طرفين لم يرى أحد منهم الآخر..
فعلى الأقل بينهم جوابات وكلام متبادل كثير..
وصحيح أن هذا الحب لم يكتمل والأدهى انه انتهى بخلاف أنهى علاقة الصداقة من الأصل وافشل مجرد فكرة أن نرى بعض فضلا عن أن نفكر في أي علاقات عاطفية وحدث هذا رغم تفاهة الخلاف الذي أدى لانتهاء العلاقة ما بيننا إلا أن ذكرى هذه التجربة لم تفارقني حتى الآن.. وربما تكون موضوع حلقة أخرى من تلك اليوميات..
لكنني وددت أن اذكر لكم تلك الحكاية باختصار قبل أن ادخل للحاكية الأصيلة في هذه السطور لأؤكد على احتمالية وقوع الحب بين طرفين لم يروا بعض ولكنهم فهموا بعض لكن أن يقع الحب في أيام معدودة وقبل أن يرى الطرفان بعض وقبل حتى أن يتحدثا بالشكل الكافي وكل ما بينهم عدة اتصالات تليفونية فهذا هو حتما الأمر العجيب..
ولكنه ويا سبحان الله حدث معي.. للمرة الأولي في حياتي وربما للمرة الأخيرة منذ فترة ليست بالبعيدة..
فقد فوجئت ذات يوم من أيام الصيف الماضي بتليفون من رقم غريب على موبايلي وعندما رددت عليه وجدتها فتاة تعرفني بنفسها باعتبارها صحفية في جريدة كنت اسمع عنها ولم أراها وأنها تود عمل حوار معي كما أنها تود أن يكون بيننا تعاون صحفي..
وبالطبع رحبت بها جداً.. لكنى علمت أن لقاؤنا صعب في الوقت الحالي نظرا لأنها ابنة مدينة الإسكندرية وتقيم بها بينما أنا ابن القاهرة ومقيم فيها بالطبع..
واتفقنا على أن نتحاور عبر الإيميل والتليفون إلى أن تستطيع هي السفر للقاهرة أو أستطيع أنا السفر إلى مدينة الإسكندرية الجميلة..
وهذا ما كان بالفعل..
ومع تكرار الحديث بيننا وجدتها تتودد لي بشكل ملحوظ وتبدي إعجاب مفرط بكتاباتي وشخصيتي.. بل أبدت إعجابها بضحكتي في التليفون..!!
وهنا كان الأمر مثير للانتباه وجداً.. وبدأت أسألها عن سر اهتمامها الشديد بي.. فلن تجبني سوى بأنها معجبة بشخصيتي..
وأنها اكتشفت من خلال صفحتي على الفيس بوك أن لي نفس اهتماماتها وأننا أيضا مشتركين في شهر ميلاد واحد وحتما مشتركين في نفس البرج (اللي هو بعيد عن السامعين برج الدلو)
وبدا الحديث يتحول بيننا من صحفية تتعرف على صحفي إلى معجبة تتحدث إلي فارس أحلامها أو هذا ما شعرت به منها..
حتى أنني ولحسم سيل المدح الذي كان يكب عليّ كبا من عل.. قلت لها وبمنتهى الجرأة هل أشعر أنكي تبحثين في على نصفك الآخر..؟؟
فقالت بعد صمت لم يدم طويلا وكأنها تزن ما سوف تنطق به من كلمات ربما وجدت فيك ربعي الآخر ولازالت ابحث عن الربع الثاني.. وحينها شعرت أن مدخل الصحافة في حديثها لم يكن إلا وسيلة للتعارف ولبدء الحوار..
وبينما مرت الأيام ولم تستطع هي الحضور للقاهرة حدث أن علمت أن مهرجان الإسكندرية السينمائي سيقام بعد أيام وأنه يمكنني أن أشارك في تغطية فعالياته.. إلا أنني فشلت في الحصول على تفويض رسمي من المواقع الصحفية التي كنت اعمل بها حينها لمتابعة المهرجان ربما لأنني أبلغتهم في وقت متأخر..
ولشغفي باستغلال تلك الفرصة لرؤية تلك الفتاة قررت أن أسافر لحضور أي يوم من فعاليات المهرجان لأضرب عصفورين أو أكثر بحجر واحد فمنها احضر المهرجان ومنها أزور الإسكندرية التي لم أزرها منذ عشرين عاما وقت أن كنت طفلا في المرحلة الابتدائية وبالطبع أراها..
وعندما حدثتها بهذا الخبر فرحت جداً وشعرت حينها أنها غير مصدقة أنه قد جاء اليوم الذي يمكنها فيه أن تتابع فيه فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي من خلال تعرفها بي وربما هذا أعطاني انطباع قوي عن مدى ضعف قدراتها الصحفية..!!
بل منحني ثقة أكبر في نفسي لما وصلت له من علاقات صحفية..
وقد شاء القدر الذي قدر لي أن أخوض تلك التجربة أن صادف في ذلك الوقت وجود واحد من اعز واقرب أصدقائي الصحفيين لمتابعة المهرجان بالإسكندرية وذهابه للإسكندرية قبل مني فأبلغته بعلاقتي بتلك الفتاة وطلبت منه أن ييسر لها عمل تغطيات صحفية لجريدتها عن المهرجان كمساعدة مني لها..
وبالفعل لم يتأخر صديقي عن مساعدتها إلى أن جاء مساء ثاني يوم في المهرجان وفوجئت بمكالمة تليفونية منها في وقت متأخر جداً من الليل فسألتها عن سر تلك المكالمة وهل هي بخير فأجابت أنها بخير وأنها فقط أرادت أن تشكرني على مساعدتي لها وتعريفي لها بصديقي الذي أسدى لها خدمات عدة و.....
وصمتت كثيرا حتى شككت أن الاتصال قد قطع فسألتها ماذا هناك..
فقالت أريد أن أقول لك شيء لكني محرجة..
فقلت لها رغم معرفتنا القصيرة إلا أن ما بيننا الآن من ثقة صار من الواجب أن يرفع أي شعور بالخجل.. فقالت لا اعرف كيف أقول لك ما أريد.. ولحظتها ساورني شك وتوقع بما تريد قوله .. لكني كتمت إحساسي في نفسي لعدم تصديقي له وسألتها ماذا تريدي أن تقولي فقالت على استحياء كلمة واحدة وقطعت حروفها ونطقت بهم حرف.. حرف..
وكانت تلك الكلمة مفاجأة مدهشة لي لم أكن أتوقعها على الإطلاق.. حتى وأن تخيلت إمكانية أن تقولها..
*****
ونستكمل في الحلقة القادمة ...
قلم / ماجد ابراهيم
التسميات: يوميات ساخرة