
ليه كده يا شباب ؟!
ليه تصرفاتكم الغريبة دي ! بتعملوا كده ليه ! هو مفيش احترام .. ولا ذوق .... ولا أخلاق
وانتم يا بنات إيه اللبس ده ... أزاي تسهروا وتتأخروا للوقت ده.
أزاي عايشين كده لعب وخروج وأصحاب ورحلات .
فين الثقافة والقراءة والتعليم ...ولا خلاص بقى كله دروس خصوصية وحط في ورقه الامتحان وأنسى بعد كده.
انتم مش بتفكروا في بكره ليه.... مفيش طموح ليه ؟
ليه وليه وليه ...واسأله كثيرة ولوم وعتاب من الجميع للشباب
ولكن أليس من الأولى بنا قبل أن نلوم ونعاتب الشباب أن نسال أنفسنا لماذا وصل شبابنا إلى هذا الحال ؟
ولماذا أصبح الاحترام والالتزام والطموح والقدوة كلمات لا مكان لها عند الكثير من الشباب .
ولنحاول معا الإجابة على هذه التساؤلات ؟
ولنبدأ بالحديث لكل الآباء والأمهات وكل أولي الأمر وكل من ينتقد الشباب .
إن الكثيرين من الآباء والأمهات وربما جيل الخمسينات والستينات والسبعينات أيضا ينتقد وبشده حال الشباب حاليا ودائما ما يردد مقوله :"إحنا لما كنا شباب كنا عندنا أخلاق وكنا بنحترم الكبير وكان عندنا قدوه سواء الأب أو الأم أو مدرس أو مخترع أو الفيلسوف وغيرهم ...أتربينا كويس وصح فعلا وعرفنا أهميه الثقافة والعلم لكن دلوقتي الشباب بقى " هايف وتافه ومعندوش قدوه" ومش بيحترم أي حد .
وسؤالنا لكل من ينتقد الشباب إنكم تعلمون بالفعل أهميه الأخلاق والقيم والقدوة والاحترام ولكن من كان السبب في معرفتكم بهذه القيم والأخلاق..؟
ألم تتعلموا وتعرفوا وتميزوا بين الصواب والخطأ عن طريق الأب أو الأم المتواجدين بجواركم والمستعدين دوما لإبداء النصح والإرشاد ؟ أليس سبب تمسككم بالأخلاق ومعرفه الصواب من الخطأ هو والد أو والده أو قدوه أو احد من أولي الأمر كان يرعاكم ويمدكم بما يساعدكم على شق الطريق السليم والبعد عن الآثام والمعاصي وما كان يستنكره المجتمع ويراه خطا أو عيب أو بعد عن الأصول والتقاليد..
إذن فالسبب الرئيسي في وصول شبابنا إلى ما هو عليه الآن من انحراف وضياع الكثير من القيم لديه هو عدم وجود الموجه أو القدوة أو الرقيب الذي يوجه الشباب.
لن نستطيع أن ننكر أن أحوال الكثير من الشباب خطأ وأن العديد من التصرفات التي لم يعرفها أجدادنا وآبائنا ظهرت وبقوه بين الشباب.
كما لن نستطيع أن ننكر أن بعض الشباب والفتيات قد تعدوا كل الخطوط الحمراء.. ولكن أليست الفتاه التي ترتدي ملابس غير محتشمة , تخرج من منزلها أمام أعين والدها ووالدتها..؟ ولكنهم حين يروها ترتدي تلك الملابس لم يقوموا بتوجيهها أو إرشادها أو إفهامها دينها الذي ينكر أن تظهر الفتيات أو النساء مفاتن جسدها..
أليس التدخين ضار بالصحة , ولكننا نرى الكثير من الآباء يدخن أمام أولاده وربما يسخر من مقوله إن التدخين ضار جداً بالصحة أو انه إضاعة للمال..
ولكننا لا ننتقد هذا الشخص أو نستنكر أفعاله فهو رجل ناضج , ولكننا عندما نرى شاب يدخن نستنكر ذلك ونبدأ في عتابه ونقده ونقول إن ذلك بداية للانحراف والضياع والوصول إلى الإدمان .
ولنفكر سويا أليس هناك قانون ثابت يقول إن لكل فعل رد فعل مسو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه وما ينقل إلى أبنائنا هو أفعالنا وتصرفاتنا وأفعالهم وتصرفاتهم ما هي إلا رد الفعل لما نزرعه بهم منذ طفولتهم وما يروه من تصرفاتنا ..
وهناك مقوله قديمة توارثتها الأجيال تقول : " ما بنى على باطل فهو باطل "
ولذلك فعلينا أن نحاول إنقاذ شبابنا وأبنائنا من الأخطاء التي زرعناها فيهم أو أهملنا اقتلاعها منهم ونحن نبنى ونكون شخصياتهم وأفكارهم..
ثم يكون لنا الحق بعد ذلك في توجيه العتاب واللوم وفى سؤال الشباب عن كل خطأ يرتكبوه..!!
قلم / هند سيد