من أجمل الكتب التي صدرت للمبدع عمر طاهر خلال الصيف المنصرم
كتب ابن عبد الحميد الترزي
ذلك الكتاب الذي أطلق عليه البوم سينمائي ساخر
ويرصد فيه انطباعه عن السينما المصرية في مائة عام
وبقدر ما كان ناقد مميز جدا فيما كتبه قلمه شارحا به الفارق بيه أفلام الماضي الجميل للسينما المصرية بما لم تخلوا فيه من تفاهات سينمائية عبقرية بل فذة وبين أفلام العصر الحالي وما فيها من اسفافات ساقطة وفجة..
وحين تقرأ الكتاب لابد أنك ستتوقف عند نقاط محددة لتكتشف من خلالها الأفلام التي رأيتها مراراً وتكرارا بشكل جديد وبرؤية أحدث وستتوقف عند نفس الملاحظات التي توقف عندها عمر طاهر وتندهش من انه سبقك إليها قبل أن تلاحظها أنت..
والجميل في الكتاب والذي دعاني للكتابة عنه رغم مرور وقت طويل على صدوره بل صدور إصدار جديد لعمر طاهر أولى بالنقد هو ما وجدته من اقتباس من كلمات الكتاب في مدونة الصديق العزيز والكاتب المبدع د/ ميشيل حنا
حيث اكتفى فقط بنقل عبارتين مطولتين من الكتاب أراهم أنا مثل ميشيل يلخصون كل ما في الكتاب..
ولنطالعهم معاً..
لم تجعلني الأفلام الدينية التي شاهدتها في طفولتي أتعاطف مع الإسلام، كنت وقتها معجبا بالكفار وأراهم – كما صورتهم لي الأفلام – يعيشون الحياة التي أحلم بها كمراهق، حياة مليئة باللهو والنساء والجواري المكلبظة اللواتي يرقصن بملابس شفافة.
***
لست من أنصار إطلاق لقب (فن) على شيئين الإغراء والرقص الشرقي، ولجملة (فن الإغراء) أثر في نفسي مشابه لجملة (الفوضى الخلاقة)،
ولجملة (أقبل الإغراء إذا كان في سياق الدراما) نفس وقع جملة (ممكن أروح معاك لو عندك مكان)!
ولا تعليق..
وأخيرا أليكم احد أجمل فصول الكتاب
كيف تعرف أنك تشاهد فيلماً في دار عرض مصرية؟
- عندما تجبرك وزارة الداخلية علي مشاهدة فيلم رديء حتى نهايته لأنها قررت انه «ممنوع الخروج قبل نهاية العرض»، أصدرت الداخلية هذا القرار حتى لا تخرج في منتصف الفيلم لترتكب جريمة ثم تبرئ نفسك بأنك كنت موجودا في السينما «والتذاكر أهي»، «مع انك ممكن تشتري التذاكر وما تدخلش وتعمل جريمتك وتبرأ نفسك لأن التذاكر أهي برده»
- عندما تفاجأ ببكاء الأطفال البيبيهات في حفلة في حفل منتصف الليل، وعندما تري أسرة كاملة «أب + أم+ طفلتين» في فيلم عليه لافتة للكبار فقط..
- عندما تجد العاملون في السينما يعيشون في أعياد طوال السنة، فما أن تقف أمام شباك التذاكر يستقبلك الجميع بـ «كل سنة وأنت طيب»، أعتقد أنه من النادر أن تدخل سينما في نيويورك مثلا في أي وقت من العام وتجد كل من يعمل بها يرحب بك قائلا «happy new year».
- عندما تستمع طوال النصف ساعة الأولي من الفيلم إلي خروشة تهشم شرائح الشيبسي أثناء خروجها من الأكياس أو الصوت المميز للرشفة الأخيرة لعلبة العصير بالشاليمو، أو طقطقة زجاجة الماء البلاستيكية أثناء الشرب والـ «إح» والتالية لها، أو الصوت المميز لقرقشة حبات الفيشار علي يد إنسان متحول.
- عندما تتحول السينما خلال فترة الاستراحة إلي غرفة من غرف التعذيب بالدخان، حيث يصطف المشاهدون في صفوف عشوائية يدخنون في وجوه بعضهم البعض ويبدون آراء سريعة عن الفيلم الذي لم ينته بعد، ثم يفاجأ الجميع أن الفيلم بدأ بدون مقدمات فيسيرون للداخل بعد سرقة عدة أنفاس حامية من السيجارة.
- عندما يقوم الجمهور بالتصفيق في حالتين لا ثالث لهما، عندما يتم حرق العلم الإسرائيلي أو عند بداية الأغنية الراقصة.
- عندما تفاجأ برنات الموبايل القوية أثناء العرض، في الرنة الأولي تكون حسن النية وتفترض أنه نسي إغلاق هاتفه وفي الثانية تتململ قليلا وتكون المفاجأة عندما يرد المشاهد «آلو..أيوة أنا في السينما»، وتبدأ الدراما عندما يسأل المتصل عن اسم الفيلم ثم عن مستوي الفيلم.
- عندما تري ثنائيات العشاق تحتل الصفوف الأخيرة، وتراهم عند إضاءة الأنوار في الاستراحة فجأة يعتدلون في جلستهم ويعيدون توضيب ملابسهم وشعورهم.
- عندما تضاء أضواء القاعة قبل نزول كلمة النهاية وقبل نزول التترات الأخيرة «علي أساس أنه مش مهم الناس تعرف مين اللي أشتغل في الفيلم» والحقيقة أن الجمهور بالفعل غير مهتم لأنه ما أن يستشعر النهاية حتى يغادر مكانه لينصرف قبل الزحام.
- عندما تمد يدك أسفل مقعدك بالصدفة فتجد لبانة مستعملة مثبتة فيه «قد تجدها مثبتة في ظهر الكرسي الموجود أمامك أو جانب المسند».
- عندما يكون هناك اتفاق صامت بينك وبين الشخص الجالس إلي جوارك علي اقتسام المسند المشترك بينكما بأن تأخذ أنت النصف الأمامي ويأخذ هو النصف الخلفي، وهو اتفاق يتغير بمرور الوقت حيث يحصل كل منكما علي المسند بمفرده لفترة ثم يتركه للآخر، وهناك الجار الغلس الذي يقتسم معك المسند بالطول.
- عندما يكتفي المشاهدون الجالسون في بداية الصف بالدخول في كراسيهم معتقدين أن المللي متر الذي يوفرونه لك باتخاذهم هذه الوضعية يسمح لك بالمرور بحرية والتحليق حتى تصل إلي مقعدك، وعندما يبدي جيرانك في الصف امتعاضهم إذا فكرت في الخروج أثناء الاستراحة وتري هذا علي ملامحهم فور إضاءة النور فتقرر الاستمتاع للاستراحة في مكانك.
*****
قلم / ماجد إبراهيم
التسميات: نقد أدبي