الأحد، 6 سبتمبر 2009
لا تقل رمضان مبارك وانما قل رمضان كريم




على الرغم من أن أجواء هذا العنوان تدعوك لتخيل أن هذا المقال سياسي بالدرجة الأولى لكنى أدعي أنني سأجعله نصف سياسي ونصفى ديني ..
فالحقيقة أنني ومنذ أيام قلائل سبقت قدوم الشهر الكريم وأنا أتلقى رسائل دينية كثيرة على الايميل وعلى الفيس بوك .. كلها تخص الشهر الفضيل ولم تكن كلها تهنئة لكن منها ما كان يحمل الوصايا والعبر ومنها ما فيه النصائح المفيدة للصوم ومنها ما يخص فضل هذا الشهر الفضيل بشكل أو بآخر .. لكن الرسالة التي وصلتني وأثارت استفزازي بحق كانت رسالة عنوانها لا تقل رمضان كريم وإنما قل رمضان مبارك..

وتعجبت من تلك الرسالة بالطبع وتصورت أنها إما رسالة مازحة أو رسالة نفاق من أتباع الحزب الوطني هدفها إشعارنا أن الرئيس مبارك اسمه مبارك بجد وموجود في كل شيء حتى الشهر الفضيل نهنئ أنفسنا باسمه..!!
ومع فتح الرسالة هالني أن أجد من يدعو إلى تحريم التهنئة بشهر رمضان بلفظ رمضان كريم وأن هناك فتوى منسوبة للشيخ صالح بن العثيمين ولإسحاق الحوينى تحرم التهنئة بهذا اللفظ..
وقرأت الرسالة لأجد أعلى مستويات الجهل باللغة والدين وبالطيع التشدد الغير منطقي والذي يؤكد أننا نحيا زمن الجدل لا العمل وانطبق علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا غضب الله على أمه منحها الجدل ومنعها العمل"
فالفتوى تقول أن كلمة رمضان كريم غير صحيحة لآن الشهر بذاته غير كريم لأن رب الشهر هو الكريم وبالتالي لا يصح أن نقول رمضان كريم ولكن لأنه شهر بركة والرسول صلى الله عليه وسلم قد قال قد أظلكم شهر مبارك فالأولى أن نقول في التهنئة به رمضان مبارك..
وربما يكون هذا الكلام صحيحا للوهلة الأولى .. لكننا لو أردنا تحليله بدقة ومنطقية فسنكشف خطأ تلك الفتوى.. وهذا للأسباب التالية..
فأولا نحن لا نقول رمضان كريم ونتوقف عند هذا بل هي جملة لها رد .. أنا أقول لك رمضان كريم فتقول لي الله أكرم أو العكس وهذا الرد في حد ذاته ينفي تلك الفتوى لأننا حين نقول رمضان كريم.. فبالطبع لا نقصد أنه هو الكريم لكننا نقصد انه شهر كرم فنقول انه كريم لكن الله أكرم..
وهذه نقطة ... أما النقطة الثانية فأننا نقول رمضان كريم ولا نقول رمضان الكريم فنحن نصف الشهر بأنه شهر كرم ولا نمنحه كامل الصفة بأنه هو الكريم وهذا مثلما نصف شخص ما فنقول فلان كريم فهل يعنى أننا انتقصنا من قدر الله شيء حينها وهل لابد أن نقول فلان مبارك لندلل على كرمه..؟؟
فاللفظ حين يقال بدون حرفي التعريف فهو ينزع عن الشهر كونه هو الكريم وإنما اللفظ مجرد من حرفي التعريف يعنى انه شهر كرم فيه الكثير من كرم الله علينا ولابد أن نكون نحن أيضاً كرماء فيه.. وبالتالي نحن بهذه الجملة لا نقدس كرم الشهر بعيد عن تقديس كرم الله الأكرم..، بل نؤكد على أن رب الكرم هو الله


وبالعامية العادية إذا كنا نقول رمضان كريم وردها الله أكرم فماذا سيكون رد رمضان مبارك..؟؟
سأدع هذا لمخيلتكم وأضيف أن شهر رمضان بالفعل شهر مبارك وهذا لفضله ولفضل نزول القرآن الكريم فيه ولنفحاته التي لا تنتهي ويكفي أنه به ليلة هي خير ليلة والرسول صلى الله عليه وسلم اقر لنا هذا لكنه لم يقل لنا بأي لفظ نهنئ أنفسنا بقدومه ولا فضل لفظ على آخر ولا يوجد حديث واحد يمنع هذه التهنئة ويحل الأخرى.. فمن أين أتت تلك الفتوى إلا إذا كانت اجتهاد شخصي ممن أفتى بها وهو ما يعنى أننا لسنا مطالبين بالأخذ بها لأنها أصلا لا تعتمد على نص ولا أثر يدعم تلك الفتوى..
كما أن الباحث وراء تلك الفتوى سيكتشف أنها كان رد من الشيخ على سؤال حول صحة ما يقوله البعض حينما يقعون في معصية فينبهم احد لهذا فيقولون "رمضان كريم" ..، وكأن كرم الشهر يعنى ارتكاب المعاصي فيه.. وحينها شرح الشيخ أن لفظ رمضان كريم ليس صحيح للأسباب السالفة الذكر وأن لفظ رمضان مبارك هو الصحيح..
وإذن تعالوا نتخيل شخص ارتكب معصية في شهر رمضان فعاتبه احد فقال له "رمضان مبارك".. فماذا حدث..؟؟ هل اختلف الأمر..؟؟
وهل كونه شهر مبارك يبيح له فعل المعصية..؟؟

وبالتالي يا سادة نحن أمام فتوى عفوا لو قلت أنها فتوى ساذجة ولا هدف منها إلا إثارة البلبلة في عقول الناس خاصة في زمن خلت فيه العقول والقلوب من فهم صحيح الدين وصار ما نعلمه عن الدين قشور حتى بدت أسئلة الناس للشيوخ كأن الإسلام لم تنزل تعاليمه إلا من سنوات قريبة.. ولازلنا نتعلمه..!!!



ورغم أن تلك الفتوى قديمة وعمرها سنوات طويلة قد تتجاوز عشر سنوات لكنني أتحدى أن يكون هناك من سمعها من قبل.. وهو ما يجعلني أتساءل.. لماذا خرجت هذه الفتوى الآن..؟؟..ومن وراء نشرها..؟؟
وأنا لا أنكر شكي في منافقي الرئيس بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع شخصه لكن انتشار تلك الفتوى الآن يدعم الشك في كونها محاولتهم لإلباس الرئيس قدسية اكبر من حجمه كمواطن عادي جاء ليخدم البلد لا أن تخدمه البلد..
ولم نعلم يوما أن من يَخدم (بفتح الياء) يقدس ومن يُخدم (بضم الياء) يهان..؟؟!!

وأخيرا لنقل عن شهر رمضان انه شهر مبارك وهذا لا شك فيه لكن ليس هذا مقابل أن نحرم تهنئة نرددها منذ سنوات وسنوات وفجأة نكتشف أنها حرام وفقط التهنئة التي لا رد لها هي من صارت حلال وأصح..

فهذا عبث بالدين يحمل أهداف خبيثة فلعن الله من سعى إلي هذا..
وكل عام وأنتم بخير
ورمضان كريم رغم أنف كل المنافقين..







قلم / ماجد ابراهيم

التسميات:

4 Comments:
Anonymous غير معرف said...
ما شاء الله

مصر بقت مليانه بالكتاب الشباب المحترفين

بجد مجهود رائع

أتمنى تشرفني في مدونتي المتواضعه و نبقا اخوات و نتبادل دايما التعليقات و الأفكار

مدونتي
http://ra7alaat.blogspot.com/

Anonymous غير معرف said...
مصر فى مهب الريح

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.

1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.

لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى www.ouregypt.us

Blogger mhmdwahab said...
رمضان كريم الله اعلى و اكرم
طيب نقول عيد مبارك علينا جميعا
مبارك الصفة و ليس الاسم او الشخص

بسمة

كل عام وأنتِ بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك
كل عام وأنتِ صديقتي.. في التدوين
تحياتي
حسن أرابيسك