الأحد، 6 سبتمبر 2009
ورفعنا العلم



ما الذي يحدث .. كان السؤال هو ما ينطق به لسان حال دولة إسرائيل بأكملها ومن خلفها حلفائها من الغربيين .. إن الصدمة والرعب التي أصابت إسرائيل لم تكن لمجرد اندلاع الحرب .. فإسرائيل حكومة وشعبا ًوجيشا ً كانوا جميعا ً على أتم الاستعداد للحرب ولم تكن بالأمر المفاجىء لهم .. فكانت إسرائيل على المستوى السياسي تتوقع نشوب الحرب بل كان هناك تفكير في توجيه ضربة استباقية لإجهاض الاستعدادات المصرية السورية للحرب.. وعلى المستوى العسكري كانت درجة الاستعداد بين الجنود الاسرائيلين في أقصى درجاتها قبل اندلاع الحرب بأسبوع ، بعد سيل المعلومات الاستخبارية عن احتمال اندلاع الحرب .. حتى أن الجنود الإسرائيليين استعادوا للقتال بإفطار يوم كيوبور ، بعد فتوى من حاخامات إسرائيل تتيح عدم الصوم أثناء القتال .. فالحقيقة تشير بوضوح إلى أن تلك الصدمة لم تكن نتيجة مباشرة لاندلاع الحرب ولكن للكيفية التي سارت عليها الحرب خاصة على خط القناة .. فقد كانت المفاجأة في الإعداد والتخطيط المصري المحكم للحرب .. كانت المفاجأة في الأداء البطولي للجندي المصري والاستخدام المتقن لأله الحرب في البر والبحر والجو..



وكانت المفاجأة الحقيقية للإسرائيليين في أنهم وجدوا أنفسهم لأول مرة في مواجهة حقيقية أمام المصرين وجها ً لوجه .. وجدوا جيشاً غير ذلك الجيش الذي واجهوه في السابق .. ومقاتل تختلف صورته عن تلك الصورة التي رسمتها الحرب السابقة في أذهانهم .. وكان سر الصدمة التي أصابت إسرائيل والذهول الذي عم حلفائها وجعل الجميع يتساءل ما الذي يحدث ؟؟

هو ما جعل أغلبهم يظن عن طريق الخطأ أن الجيش الروسي هو الذي في مواجهتهم لا الجيش المصري ، وهو الظن النابع من عدم المقدرة على التصديق ومواجهة الحقيقة .. حقيقة أن الجيش المصري وقدرات المخطط والمقاتل المصري .. حتى أن الهم الأكبر للقادة الميدانين لجيش الاحتلال الإسرائيلي طوال الأيام الأولى للحرب كان العثور على ما يثبت ظنهم بالعثور على ضابط أو جندي واحد روسي في صفوف الجيش المصري على الرغم من تيقنهم من كذب الظن..

وهنا تبرز أهميه قرار الزعيم الراحل أنور السادات بطرد الخبراء الروس وعودتهم إلى بلادهم قبل اندلاع الحرب .. فبالفعل كان العالم بأكمله غير قادر على استيعاب حجم الانتصار وتصديق أن العقول والسواعد المصرية هي التي تقف وحدها خلفه..




لقد جاءت عملية العبور العظيمة بأقل الخسائر في الوقت الذي قدر فيه العسكريون خسائر الجيش المصري إذا حاول العبور بـــ 80 % من حجم قواته .. بمعنى آخر أن يباد الجيش إذا حاول العبور .. وهو ما يعنى من وجهة نظرهم التي تجهل حقيقة الإنسان والمقاتل المصري ، أن المصريين قاموا بفعل المستحيل وما لا يمكن تخيله على أرض الواقع..
ولست أميل إلى التفاخر بالماضي فالماضي قد ذهب والمستقبل هو الآت
ولكن وبعد مرور أكثر من 35 عاما ً على نصر السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان أليس علينا البحث عن ذلك المعدن النادر الكامن في جينات كل منا..
لن نسميها روح أكتوبر أو بركه رمضان ..
ولكن لنقل روح المقاتل المصري الأصيل..
ولكن السؤال الأهم أين ذهبت تلك الروح ؟؟

قلم / أحمد عادل الفقي

التسميات:

1 Comments:
Anonymous سارة الشامي said...
مقال أكتر من رائع استمر في اهتمامك وانبهارك بالتاريخ لكن لاتنسى بناء الحاضر والحلم للمستقبل